تتمتع غالبية مدن مملكتنا الحبيبة بمهرجانات موسمية تواكب حركة الصيف والمصطافين هنا وهناك. وتتميز هذه المهرجانات بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم كافة شرائح المجتمع. وأخص بالذكر التخفيضات التي تجذب أنظار الجميع خاصة رواد الأسواق والمجمعات التجارية. هذا، وتعاني غالبية المحال من الاختناق بالنساء والأطفال، بينما الرجال ينتظرون خارج المحال لتكدس النساء في كل بقعة من المحل، وحينما تحين ساعة الدفع فإن طوابير الانتظار قد تصل إلى خارج المحل أحيانا. ولا أخفيكم سرا فإن هذه المناظر تشعرني بأن المبيعات إما أن تكون مخفضة فعلا أو أنها توزع بالمجان!! وكلا الاحتمالين طبعا غير صحيح، فالاحتمال الثاني غير منطقي، بينما الأول وهو الأقرب إلى الواقع خاصة في ظل المحال التي تضع لافتة حمراء تشير فيها إلى أن التخفيضات تصل إلى 70 % هي الأبعد ما تكون عن الواقع والمنطق أيضا. فتلك المحال تهدف من تلك اللافتات إلى جذب الزبون فقط بينما هي لا تحمل في مضمونها أي تخفيض حقيقي. وإذا ما تأملت في تلك المحال فإنك ستجد نحو أكثر من 90 % من البضائع غير مخفضة، بينما القلة القليلة منها في إحدى الزوايا النائية والتي تحمل بقايا بضائع من الموسم ما قبل السابق هي المخفضة، علما أن هذه البضائع يكون أصلا سعرها مبالغا فيه، وبعد التخفيض تبدو أقرب إلى الواقع. أضف إلى هذا وذاك أن تلك البضائع لأنها بقايا موسم قد أكل عليه الدهر وشرب، لذا فإنك لن تجد الألوان ولا المقاسات التي ترغب فيها. وما يزيد ألما وحسرة أن بعضها معيب أو به نقص أو خدش أو قطع أو.. أو.. ولا أعلم هل التاجر على حق حينما يصطاد الزبون بهذه الطريقة غير السوية ويعرض بضاعته بأغلى الأثمان كي يسدد التزاماته المالية من إيجار وبضاعة وعمال ومصروفات أخرى، أم الحق مع ذلك المستهلك الذي يلهث وراء التخفيضات حتى يوفر ما أمكن من هللات لحياة أفضل لعائلته، أم الحق مع وزارة التجارة التي تقلصت مهامها مع حرارة الصيف الحارقة، فأصبح دورها لا يغني ولا يسمن من جوع.