كشف آباء بعض الفتيات اللاتي اختطفهن "ذئب جدة البشري" استخدامه طرقا مختلفة في تعذيب بناتهم، خصوصا في حال عدم تمكنه من اغتصابهن، حيث كان يمارس معهن اللواط ومن ثم يلقيهن في أماكن متفرقة. وأوضح والد إحدى الضحايا "باكستاني الجنسية" أن الجاني اختطف ابنته قبل عام ونصف العام من أمام أحد المراكز التجارية، ثم ألقى بها في شارع خال من المارة بعد أن فشل في اغتصابها. وأفاد بائع "يمني" أن الجاني خطف ابنته البالغة" 9 سنوات" حينما كانت قادمة من مكةلجدة في غرة رمضان الماضي لشراء بعض المستلزمات، مشيرا إلى أنها تعاني حاليا من أمراض نفسية بعد تلك الواقعة مما أثر على دراستها، مضيفا" أنها أصبحت شاردة الذهن وغير مدركة لما يدور حولها"، رغم أنها كانت متفوقة دراسيا، وأصبحت تخشى من أقاربها، مطالبا الجهات المسؤولة بسرعة إنهاء إجراءات نقل كفالته، ليتمكن من السفر بها لليمن لإكمال علاجها. وبين إمام مسجد بجنوبجدة أن ابنته اختطفت لمدة يومين من ساحة المنزل الذي يقطنه داخل المسجد الذي يعمل به، موضحا أنها تعرضت لأصناف عدة من التعذيب وسقاها خمرا، مضيفا أنها تعرفت عليه وعلى منزله، مطالبا بسرعة القصاص منه واصفا إياه بالوحش الذي يجب التخلص منه. ولم تكن قصة خطف ابنة إمام المسجد أقل صعوبة من اختطاف طفلة مخيم الربيع، حيث استدرجها من الملاهي واغتصبها داخل دورات المياه. ويروي خال إحدى الضحايا يدعى محمد، أن ابنة أخته البالغة" 7 سنوات" اختطفت من أمام قصر أفراح في جنوبجدة وأن الجاني كبلها ووضعها تحت الكرسي الأمامي للسيارة، وهدد بذبحها عندما حاولت الاستنجاد بمن حولها، لافتا إلى تعرضها للضرب المبرح من المغتصب على الرغم من توسلها إليه بأن يتركها وشأنها، موضحا بأنه ربطها في سلم داخلي في بيته لمدة تزيد على 16 ساعة. ولم تقتصر آثار جرائم مغتصب الفتيات على الضحايا وأسرهن بل طالت المراكز التجارية، حيث أحجمت بعض العائلات عن ارتيادها خشية وقوع أطفالها فريسة لذئاب بشرية أخرى. وأكد مدير أحد المراكز التجارية بجدة محمد صادق المدني نقلاً عن صحيفة الوطن تأثر المركز من جرائم الموقوف على ذمة قضية الفتيات القاصرات، حيث قل عدد العائلات قياسا بالأوقات السابقة، مشيرا إلى أن المركز شرع في اتخاذ تدابير أمنية جديدة لإعطاء الثقة والأمان للمتسوقين، مضيفا "زدنا أعداد حراس الأمن في جميع مرافق المركز، وكذلك كاميرات المراقبة، خصوصا في الطرقات والحمامات وأماكن انتظار السيارات"، موضحا أن هناك تعليمات مشددة للحراس بسرعة الإبلاغ عن أي سلوك غريب يصدر من مرتادي المركز. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مصدر في شرطة جدة في أن المشتبه به في اغتصاب 16 فتاة قاصرة كان يسلك طرقا غير آهلة بالسكان بعد اصطياد ضحيته، مشيرا إلى أنه كان يسير في الشوارع الخلفية لإسكان مشروع حي الأمير فواز، ويعمد إلى تغيير ملابسه وتبديل لون شماغه من الأبيض إلى الأحمر بعد ارتكاب فعلته حتى لا تستطيع الضحية التعرف عليه بعد ذلك، مفيدا بأنه يمتنع عن الكلام أحيانا، وغير متجاوب مع جهات التحقيق. وأوضح المصدر أن شرطة جدة قد أوقعت به من خلال خطة أمنية محكمة، وذلك بعد ورود بلاغات بأوصافه وسبل ارتكابه للجرائم، مشيرا إلى أن مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي أصدر أوامره بتكثيف البحث عنه وسرعة القبض عليه، وذلك بنشر مخبرين سريين بإشراف مدير شعبة التحريات والبحث العميد محمد الخماش، إلى جانب فريق للتحري السري الميداني من ضباط البحث الجنائي بقيادة المقدم عيضة صالح المالكي وبمشاركة الفرقة الميدانية بقيادة الرائد سلطان محمد المالكي، حيث تمكن الفريق من التوصل إليه في منزله الكائن بحي الأجاويد والقبض عليه. وبين أن رجال البحث جمعوا صورا له من كاميرات المراكز التجارية والمستشفيات ومراكز التسوق التي رصدت تحركاته، مضيفا أنها تطابقت مع أوصاف الشخص الموقوف، مشيرا إلى أنه حاول التخفي حينما شعر بمراقبته بحلقه شعره وإخفائه سيارته في منزل مهجور بالرياض وشراء سيارة جديدة، لكن الجهود تكللت بالقبض عليه. من جهة أخرى، نفى المشرف العام على الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف ترافع الجمعية عن الجاني أو تقديم أية مساعدة له، موضحا أن الجمعية ستشكل فريقا حقوقيا للدفاع عن حقوق الفتيات أمام محاكم جدة وتقدم لهن وذويهن الدعم النفسي. من جانبه، ذكر العضو المكلف بمتابعة قضايا القاصرات بجمعية حقوق الإنسان معتوق الشريف أن فقدان التواصل بين الشرطة وأسر الضحايا أنشأ فجوة بين الطرفين، موضحا أن فريقا من القانونيين يستعدون لرفع دعاوى قضائية ضد المتهم، لافتا إلى تكليف فريق مكون من اختصاصيين في الطب النفسي وعلم الاجتماع لمتابعة أسر المغتصبات، مبينا أن أغلبها تعاني من الفقر وتحتاج للمساعدة. وأكد عضو مجلس الشورى رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض الدكتور مشعل العلي في تصريح إلى " الوطن" أن هذه الجريمة هزت المجتمع السعودي مستنكرا التصرفات الشائنة التي قام بها الجاني ضد القاصرات، واصفا إياه بأنه ذئب بشري، مطالبا بإلقاء الضوء على تلك الجريمة والتحذير منها حتى لا تتكرر، مشددا على أهمية الحفاظ على الأطفال لأنهم مستقبل الأمة وعمادها المرتجى ومداد قوتها، مؤكدا أن رعايتهم وحمايتهم أمانة عظمى في أعناقنا. ونقلاً عن صحيفة عكاظ التي زرات أسرة الطفلة (لين) إحدى ضحايا الذئب، فتحدثت الطفلة الصغيرة ذات الأعوام الثمانية ببراءة وبعيون تنزف بالدمع عن سيناريو اختطافها من إحدى أسواق جنوبيجدة من قبل الذئب. واسترجعت الطفلة لين المأساة من ذاكرتها، وأكدت أنها كانت برفقة أمها في مركز تجاري فشدتها لعبة، حيث طلبت من أمها شراء اللعبة، وأثناء ذلك سمعت شخصا من خلفها يقول لها إنه سيشتريها لها. وأضافت الطفلة أنها فرحت بهذا العرض، وأخبرني المجرم أن اللعبة تنتظرني في الشارع العام، وذهبت مسرعة في فرحة كبيرة إلى الشارع العام ولكن لم أجد اللعبة، وعدت مرة أخرى وأبلغت الرجل أنني لم أجد اللعبة. وتضيف الصغيرة: في تلك اللحظة، أبلغني بالعودة إلى المكان نفسه، وفعلا ذهبت إلى هناك، وجلست أنتظر وجاءني -الذئب- ولم تكن بيده اللعبة فشدني من فستاني بقوة حتى أحسست بالألم يسري في يدي. وفي تلك اللحظة، رأيت أناسا كثيرين فأخذت أبكي وقام الرجل بضربي على ظهري ومع قوة الضربة توقفت عن البكاء وأخذت أبكي في داخلي. وتواصل الطفلة حديثها: في تلك اللحظة شاهدني فيصل (ابن خالتي) وعمره أربع سنوات، وحاولت أن استنجد به ليخبر أمي، لكن الرجل أخذني بسرعة، وانطلق بسيارته وجاءه اتصال عبر جواله، ولكنه غير مسار طريقه واتجه لمسار آخر. وتستطرد الطفلة لين قائلة: في تلك اللحظات العصيبة بدأت في البكاء لكنه -الذئب- ضربني، وقال إنه سيشتري لي اللعبة ويعيدني إلى أمي بسرعة، وهنا صدقته، وحيث ذهبي بي إلى أحد المهرجانات -شمالي جدة- وأجلسني على كرسي وطلب لي آيسكريم، وكنت كلما حاولت الاستنجاد بإحدى النساء يعمد إلى ضربي بشدة، وبعد مرور ساعة أدخلني دورة المياه وهنا استعدت شجاعتي وصرخت بقولي «عمتي عمتي» وعندها تركني الرجل وولى هاربا وتركني، واستنجدت بالمرأة التي عرفت مؤخرا أن اسمها (عبير)، وبدورها استنجدت عبير بحارس أمن في المهرجان، وجرى إبلاغ الشرطة التي حضرت وأخذتني إلى المركز، وهناك لم أصدق نفسي حيث أخذت أحضن أمي ووالدي وأبكي بحرقة شديدة. من جهته، قال والد لين: جاءني اتصال من زوجتي أخبرتني بقولها «الله يعوض عليك ابنتك، لين خطفت حينما كنا في السوق» وهنا قلت لزوجتي كيف عرفت بأمر الخطف، فقالت إن ابن خالتها فيصل أبلغها أن أحدهم خطفها، وهنا هطلت دموعي بين زملائي في العمل ولم أستطع الوقوف على قدمي واتصلت بعمليات الأمن، وبعدها اتصلت زوجتي أيضا بالعمليات وأبلغتهم عن وصفها وماذا كانت ترتدي الطفلة. وأضاف والد لين: حينما ذهبنا إلى مركز الشرطة طلبوا منا صورة للطفلة. وحينما عثرنا عليها أوضحت ابنتي في التحقيق أن الذئب لديه جوال أسود كلاسيكي وأنه غير الغترة بشماغ كان في المقعد الخلفي لسيارته. يشار إلى أن الطفلة لين تعرفت إلى سيارة الجاني بعد إلقاء القبض عليه. وفي نفس الصدد، فإن الطفلة دلت الشرطة على قاروة مياه كان قد شرب منها الجاني، وكشف الحمض النووي أن القارورة للجاني نفسه بعد مطابقة الحمض بما عثر عليه في القارورة بعد إلقاء القبض عليه. ودعا والد لين إلى إيقاع أشد العقوبة على الجاني (خاطف ابنته) وغيرها من الطفلات الصغيرات، كما عبر عن شكره للرائد سلطان المالكي من البحث الجنائي الذي كان معهم خطوة بخطوة حتى القبض على الجاني.