ما زلت أبحث عن السبب الحقيقي خلف «لقافة» أحد العاملين في التكافل الذي تحدث وأعلن «غير مشكور» عن منال وعن فرحه بسجنها، وعن حلمه بأن تُجلد في سوق نسائية لتكون عبرة وعظة لمن تسوّل لها نفسها وتفكر في قيادة سيارتها، وما زلت أجهل السبب الحقيقي في ادعائه أنها انهارت أمام سعادته وأنها تبدي ندمها وتقرض أظافرها وتطلب السماح أمام سعادته، لذلك تفتّق ذهنه وقريحته باقتراح يرضي طموحه بأن يتم جلدها في سوق نسائية. سؤالي أو بالأحرى أسئلتي: هل لا توجد في «إصلاح ذات البين» عناصر نسائية لتزور منال في الإصلاحية؟ ألا تُعتبر زيارته مخالطة أو اختلاطاً؟ ولماذا فعلاً يميل عنصر يعمل في مكان مهم وفعّال كهذا إلى الجلد؟ أليس الجلد عقوبة متعلقة بالحدود؟ لماذا أصبحت في الآونة الأخيرة تطبق على كل شيء وعلى كل مخالفة وعلى كل حدث؟ أختم بالشكر الجزيل لإمارة الشرقية التي أوضحت عدم توكيله من قبلها وعدم تكليفها له بتمثيلها، فهو تصريح مهم أنقذها من انتقادات صامتة ربما لا يعلنها الكثيرون. وأعود لأستلهم منه أسلوبه نفسه ما جزاء من يصرّح من دون طلب؟ وما عقوبة من يزور سجينة في مكان نسائي خالص؟ وما الفائدة من الزيارة؟ وبتوكيل مِنْ مَنْ؟ وما الرسالة القيِّمة التي كان يريد توصيلها لنا؟ «القواعد» كلمة صغيرة ذات معنى كبير ومرن استخدمت مرتين من اثنين من المشايخ، الأول تشابك لفظياً مع سيدات من الكويت بعد حضوره مؤتمراً نسائياً هناك، وعندما عاد أنكر ما قام به، ثم صرّح بأنه شاركهن النشاط لأنهن من القواعد! الشيخ الثاني أعلنها لنجلاء حريري أثناء مداخلتها معه في أحد البرامج، وعندما ناقشته في موضوع القيادة التي شغلت الرأي العام السعودي والعربي والعالمي «اتزنق» وأجابها بعد سؤالها هل تعرضتِ للتحرش خلال اليومين اللذين قدتِ فيهما سيارتك؟ أجابت بالنفي فأجاب بعد أن أراح ظهره وركز عينه على الشاشات هذا لأنك فقط من القواعد! لا أعلم ماذا تعني هذه الكلمة عند البعض، ولماذا تستخدم في غير موضعها كثيراً، وهل رأى الشيخ الأخت نجلاء من قبل؟ وإذا كانت هي ومن يماثلها في العمر من القواعد فماذا نعتبرهم «هم» قواعد «أس 4» كونهم أكبر عمراً من السيدات المذكورات. وما دخل هذا الرد في موضوع قيادة المرأة السيارة؟ أنا شخصياً ذكرتني بكلمة خصوصية فهل هناك وجه شبه؟ صرّح الشيخ عبدالمحسن العبيكان بعد المقابلة على قناة «العربية» التي شاهدناها جميعاً معاتباً قناة «العربية» التي حورت كلامه، نافياً أن يكون قد قال إن قيادة المرأة، ليست حراماً بل مشكلة تقاليد. وقال العبيكان ل «سبق»: «أعاتب قناة «العربية» التي حورت كلامي حول قيادة المرأة السيارة، والذي نُقل في برنامج «لقاء الجمعة» على قناتي «الرسالة» و«روتانا خليجية»، أنا كلامي واضح بأن قيادة المرأة لا تجوز بحسب ما أوضحته في الحلقة، ويستطيعون العودة لموقعي الإلكتروني لمشاهدة الحلقة». بصراحة زادت حيرتنا بعد التصريح هل قيادة المرأة السيارة محرمة أم لا؟ أليست المسألة كلها في عدم جاهزية المجتمع؟ وهل لو سمحت الدولة بالقيادة بالتدرج ينتفي التحريم؟ فهمونا الله لا يسيئكم.