كشفت أعمال الإزالة حول المسجد الحرام عن مبان سكنية قديمة وقصور وقلاع وجبال أخفتها الأبراج والفنادق المرتفعة ردحاً من الزمن حتى أن الكثيرين لم يتوقعوا وجودها على مقربه من الحرم المكي . وعقدت الدهشة السنة المعتمرين والزوار ليكتفوا بالفُرجى بينما بادر البعض بالتقاط الصور التذكارية بأجهزة جوالاتهم وما يقتنون من كاميرات صغيرة وعمدوا إلى توثيق المباني التي يجري العمل على إزالتها وهي تحمل طرازاً معمارياً قديماً أكل وشرب عليه الزمن .
وعلى بُعد عدة أمتار من المسجد الحرام يقف قصر حي التيسير شاهداً على حُقبه تاريخية تجاوزت المائة عام وقد أتضح بجلاء وبات شامخاً للعيان بعد إزالة المباني المحيطة به ولا يعلم ما إذا كان مصيرهُ الهدم والإزالة أم أنه سيُترك ليحظى بالترميم والاهتمام من قبل هيئة السياحة والآثار .
وبحسب قُدامى سُكان حي التيسير فإن القصر يُعد من المواقع ذات الطابع الأثري والتاريخي وكان في حينه الأميز هندسياً ومعمارياً من حيث البناء والتشييد .
ورصدت " سبق " في مواقع حول مركزية الحرم بروز جبال وهضاب تعلوها بنايات لبيوت شعبية وأُخرى شُيدت من عدة طوابق لا تزيد عن ثلاثة أدوار في معظم الأحوال غير أنها لم تكن تُشاهد قبل إزالة ما حولها من مبان عملاقة أُزيلت أخيراً لصالح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام , والبيوت برمتها متهالكة ولا تصلح للسكن ورغم من ذلك لا تزال صامدة .
وهناك ثمة جبال أُضيفت إليها بعض النواحي التجميلية على الجنبات المواجهة للشارع العام المُطل على الحرم وقد رُصفت أحجار مربعة الشكل ووُضعت بعناية ومهارة فائقة جعلت من تلك الجبال علامة مُميزه تدلُ على الفنون المعمارية القديمة لأهالي مكةالمكرمة وتنافسهم في تزيين المواقع ألمجاوره للمسجد الحرام , وأغلب الظن أن هذه الأشكال الهندسية والأحجار المرصوفة على جنبات الجبال وُضعت لمنع تساقط الصخور على المارة فضلاً عن إضفاء النواحي الجمالية .