أصدر مسؤولون في عدد من عواصم العالم، من بينها فرنسا والصين، بيانات "شديدة اللهجة" الأربعاء، جددوا فيها إدانتهم للبرنامج النووي الإيراني، في ضوء تقرير دولي جديد، أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية ربما تقوم بتطوير أسلحة نووية، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن بلاده ستواصل المضي قدماً في برنامجها النووي. ففي العاصمة الفرنسية باريس، قالت وزارة الخارجية إن "التقرير المثير الذي صدر للتو عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يجدد قلق فرنسا العميق إزاء البرنامج النووي لإيران"، وتابعت أن "فرنسا لديها قناعة بأنه يجب زيادة الضغوط بالطرق الدبلوماسية على إيران، وإذا رفضت إيران الالتزام بمطالب المجتمع الدولي، فإننا مستعدون، مع جميع الدول المعنية، لتبني عقوبات غير مسبوقة." ورغم أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يُعد الأكثر تفصيلاً بشأن احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني، لم يجد دليلاً على أن طهران اتخذت قراراً إستراتيجياً بعد، بشأن إنتاج قنبلة نووية، إلا أنه قال إن الوكالة لديها "مخاوف جدية" إزاء وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، كما أن لديها معلومات "موثوقة" بأن الجمهورية الإسلامية ربما تطور أسلحة نووية. وفي بكين، أعربت الخارجية الصينية، على لسان المتحدث باسمها هونغ لي، عن معارضتها لتطوير أسلحة نووية في أي من دول الشرق الأوسط، وقال في المؤتمر الصحفي اليوم الأربعاء، إن" إيران باعتبارها عضواً في معاهدة منع الانتشار النووي، يتعين عليها الوفاء بالتزاماتها الدولية"، مشيراً إلى أن الصين مازالت تدرس تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف هونغ، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن "الصين ترى دائماً أن قضية إيران النووية يتعين حلها من خلال الحوار والتعاون"، وأضاف قوله: "نحن نتوقع أن تتخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقفاً عادلاً وموضوعياً، وأن تلزم نفسها بالعمل مع إيران لتوضيح القضايا ذات الصلة." من جانبه، رد الرئيس الإيراني على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقوله إن "الأعداء فشلوا في وقف تقدم الشعب الإيراني"، وأضاف، في كلمة أمام حشد من أهالي مدينة "شهركرد"، وسط إيران، أن "مكائد العدو لن تحول دون تقدمنا نحو الأمام". وتابع نجاد، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية "إرنا"، قائلاً: "الأعداء يتهمون وبوقاحة الشعب الإيراني بتبني الإرهاب.. إن الشعب الإيراني هو من ضحايا ظاهرة الإرهاب المشؤومة، وإنه فقد حتى الآن الآلاف من أبنائه ومسؤوليه نتيجة ذلك". ويتخوف الغرب، خاصةً الولاياتالمتحدة، من سعي الدولة الواقعة في غرب آسيا، لإنتاج أسلحة دمار شامل عبر تطوير برنامجها النووي، كما دفع تمسكها بالمضي قدماً في البرنامج المثير للجدل، مجلس الأمن الدولي إلى فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على طهران، في محاولة لكبح الطموح النووي لإيران. وأقرت طهران مراراً بإنتاج ما يزيد على 4500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب منذ عام 2007، وهي كمية يرى الغرب أنها كافية لإنتاج أربعة أسلحة نووية، فيما كشفت الخارجية البريطانية، أواخر يونيو الماضي، أن إيران أجرت تجارب سرية على صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.