اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس ان ايران "لن تتراجع قيد انملة" بشأن برنامجها النووي، غداة صدور تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتهم طهران بأنها اجرت نشاطات تهدف الى انتاج سلاح نووي رغم نفيها ذلك. وقال احمدي نجاد "لن نتراجع قيد انملة على الطريق التي سلكناها" مؤكداً مرة جديدة ان ايران "ليست بحاجة الى القنبلة النووية"، في خطاب بثه التلفزيون. وابدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التقرير الذي صدر الثلاثاء "مخاوف جدية" من امكان وجود "بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني استناداً الى معلومات لديها "جديرة بالثقة تؤكد ان ايران اجرت انشطة تهدف الى انتاج سلاح نووي" رغم نفي طهران المتكرر لذلك. واتهم احمدي نجاد الذي يقوم بجولة في وسط ايران، مسؤولي وكالة الطاقة بانهم "ضحوا بسمعة الوكالة بتبنيها تأكيدات الولاياتالمتحدة غير الصحيحة". كما اكد مجددا ان ايران لا تسعى لحيازة السلاح النووي. وقال موجهاً كلامه الى الغرب "لسنا بحاجة الى القنبلة النووية، الشعب الايراني ذكي ولن ينتج قنبلتين في مواجهة القنابل العشرين الفاً التي تملكونها". من جانبه اتهم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري في ايران علاء الدين بروجردي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها اصبحت "اداة سياسية لتحقيق الأهداف الأميركية". وقال بروجردي "يتوجب علي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تعمل وفقاً للقواعد الفنية والقانونية، لكنها تحولت اليوم الي ألعوبة بيد المسؤولين الأميركيين". مشيراً الى أن ايران لا تعير أي أهمية لهذا التقرير. كما اعلن السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران لن تتخلى "ابداً" عن برنامجها النووي لكنها ستواصل التعاون مع الوكالة رغم تقريرها الاخير الذي ابدى "مخاوف جدية" من امكان وجود "بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني. وقال علي اصغر سلطانية في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الرسمية الايرانية ان طهران "لن تتخلى ابدا عن حقوقها المشروعة" على صعيد برنامجها النووي ولكن بصفتها "دولة مسؤولة" ستواصل "الالتزام بواجباتها في اطار معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية" التي تضع انشطتها تحت مراقبة وكالة الطاقة. واتهم سلطانية المدير العام لوكالة الطاقة يوكيا امانو بأنه تصرف بشكل "منحاز ومسيس وغير محترف" بمصادقته على نشر "اتهامات زائفة لعدد ضئيل من الدول بينها الولاياتالمتحدة". وحذر من ان طهران "لن تترك هذا الخطأ التاريخي بدون رد". وعلى الصعيد الدولي دعت فرنسا امس الى فرض عقوبات "قاسية" و"غير مسبوقة" على ايران في حال استمرت في انشطتها النووية. وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لاذاعة فرنسا الدولية "نحن مصممون على التحرك ولا بد ان يدين مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصرفات ايران وقد باتت احالة الملف الى مجلس الامن ضرورية". وأوضح ان "فرنسا مستعدة مع من يريد ذلك، ان تذهب الى ابعد ما يمكن في تشديد العقوبات لحمل ايران على الرضوخ". من جهة اخرى، اكد جوبيه في بيان "اذا رفضت ايران الالتزام بمطالب الاسرة الدولية ورفضت اي تعاون جدي، فاننا مستعدون مع جميع الدول التي ستحذو حذونا لاقرار عقوبات ذات حجم غير مسبوق". وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه انه "من الممكن الذهاب بالعقوبات بعيدا جدا". واضاف "في المجالات الاقتصادية والتقنية والصناعية يمكننا ان نذهب ابعد بكثير بدون اللجوء الى حل بالقوة". من جهتها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج طهران النووي "يزيد بشكل خطير" من مخاوف الاسرة الدولية حول الطبيعة الحقيقية لهذا البرنامج. واضافت المتحدثة المفاوضة في مجموعة الست (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) حول الملف الايراني، ان تقرير الوكالة الدولية يستند الى معلومات "واضحة وذات مصداقية". أما الصين فقد حذرت امس من وقوع اضطرابات في الشرق الأوسط نتيجة التحرك ازاء برنامج ايران النووي لكنها رفضت التعليق على احتمال فرض عقوبات جديدة بعد صدور تقرير للأمم المتحدة يشير الى أن ايران قامت فيما يبدو بأنشطة متصلة بتصميم سلاح نووي. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الصين مازالت تدرس التقرير وكرر الدعوة الى حل المسألة سلمياً من خلال المحادثات. وأضاف في افادة يومية للصحفيين "أود أن أشير الى معارضة الصين لانتشار الأسلحة النووية كما أنها لا توافق على تطوير اي دولة بالشرق الأوسط أسلحة نووية. تتحمل ايران مسؤولية منع الانتشار النووي بوصفها موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي". وأضاف هونغ "على الجانب الإيراني ايضاً أن يظهر مرونة وإخلاصاً وينخرط في تعاون جاد مع الوكالة" في إشارة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.