منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزراءه من التعليق على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني، في مؤشر على أنه ربما يفضل في الوقت الحالي السماح للقوى العالمية بقيادة خطوات لكبح الطموحات النووية الإيرانية. أما رئيسة حزب "كديما" تسيبي ليفني فقالت"الآن وبعد التقرير أصبحت الحقائق واضحة. العالم يعرف إلى أين تذهب إيران والعالم يحتاج إلى وقف إيران."وأضافت "هذا ليس في مصلحة إسرائيل وحسب. هذا في مصلحة العالم كله." وتباينت ردود الأفعال الدولية حول التقرير، فحذرت فرنسا، إيران من مواجهة خطر عقوبات "لم يسبق لها مثيل" إذا رفضت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، كما دعتها الصين لإبداء "ليونة" و"صدق" في تعاملها مع الوكالة ، بينما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن التقرير "يزيد بشكل خطير" من مخاوف الأسرة الدولية حول الطبيعة الحقيقية لهذا البرنامج. وكانت الوكالة الدولية قد عرضت نطاقاً واسعاً من المعلومات التقنية توضح أن إيران عملت على تطوير سلاح نووي وبدأت نقل مواده، ورفضت طهران التقرير باعتباره غير متوازن ونابع من دوافع سياسية. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في حديث متلفز بمدينة شهركرد جنوب غرب إيران أمس "إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقدت مصداقيتها من أجل مزاعم سخيفة للولايات المتحدة". وأضاف نجاد "لسنا بحاجة لأي قنابل نووية ولن نتراجع ذرة واحدة عن الدرب النووي الذي بدأناه". ومن جانبه توعد مساعد قائد أركان القوات الإيرانية الجنرال مسعود جزايري "بتدمير" إسرائيل في حال هاجمت منشآت إيران النووية. وقال إن "محطة ديمونا النووية الإسرائيلية هي أسهل موقع قد نستهدفه وما زالت لدينا المزيد من القدرات، وإذا حصل أدنى تحرك إسرائيلي ضد إيران فإننا سنشهد تدميره". وأضاف جزايري "ردنا على هجوم لن يقتصر على الشرق الأوسط بل لدينا مخططات جاهزة للتحرك" دون مزيد من التوضيحات. وكان أهم ما توصل إليه تقرير الوكالة الذي سرب أول من أمس هو أن إيران عملت فيما يبدو على تصميم رأس حربي نووي وأن الأبحاث السرية المرتبطة بالتسلح قد تستمر. وقال مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في باريس ،مارك فيتزباتريك "لا يستطيع أي مراقب غير منحاز التثبث بالادعاء بأن برنامج إيران النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة". وأظهر التقرير أن إيران انتهت من تركيب مجموعتين كل منهما يضم 174 جهازاً لتنقية اليورانيوم إلى درجة نقاء الانشطار التي تبلغ 20 % في فوردو قرب مدينة قم. ولم يبدأ تشغيل أجهزة الطرد المركزي بعد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي، إن على طهران أن "تبدي ليونة وصدق" مع الوكالة. وأشارت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية إلى أن أجهزة الاستخبارات الغربية ومن بينها الموساد الإسرائيلي عرفت الحقائق المذكورة في التقرير منذ أعوام.