طلب أشقاء المواطن "حسين بن هلال الحارثي" "45 عاماً" الذي قُتل إثر حادث مروري يوم الجمعة الماضي بإعادة تقييم الحادث عن طريق لجان يتم تشكيلها من قِبل إدارة المرور، ورصدوا ما اعتبروه مخالفات على مركز مرور رضوان شمال الطائف. وتقدم الأشقاء أول أمس الثلاثاء بشكوى رسمية لإدارة مرور محافظة الطائف حيال ما قالوا إنه اختلاف تقارير مركز المرور الذي باشر الحادث عن الواقع ووقوعه في مُخالفات من أبرزها إطلاق سراح سائق التريلا المُتسببة في الحادث بعد وقوعه بساعات بسيطة.
وتسلّم مُدير شعبة الحوادث بمرور محافظة الطائف شكوى أشقاء المتوفى ضد تخطيط مركز مرور رضوان التي يُطالبون فيها أيضاً بالبحث في أسباب إطلاق سراح سائق التريلا التي أودت بشقيقهم وهو لا يحمل تأميناً ولا حتى بالكفالة باعتبار أن التريلا يملكها شخصٌ غير كفيل السائق.
وأبلغ مُدير شعبة حوادث مركز مرور رضوان بإحضار كامل التقارير الخاصة بالحادث ودراستها مع احتمالية تشكيل لجنة للتحقيق في مجرياته وكذا مطالب أشقاء المتوفى.
وكان الحادث المروري المؤلم وقع قبل فجر يوم الخميس الماضي وتوفي الحارثي بعد أن ظل لأكثر من ساعة ونصف مُحتجزاً داخل مركبته من نوع جيمس في الوقت الذي كان مُتجهاً لأسرته الذين ينتظرونه بالطائف وقادماً من المنطقة الشرقية.
ووقع الحادث بعد كوبري الخرمة باتجاه الطائف بعد أن دخلت عليه تريلا مُحملة بالأعلاف يقودها وافد مصري وحدث اصطدام بينهما جاء في الزاوية اليُمنى من التريلاً.
لكن تقرير رجال المرور مركز مرور رضوان شمال الطائف "يبعد عن موقع الحادث قرابة 20 كم" أفادوا بأن القتيل كان قادماً بنفس مسار التريلا من الخلف وأن موقع الاصطدام من جهة اليمين.
وقال أشقاء القتيل الذين اطلعوا على التقرير إن سائق التريلا المصري أفاد بأنه كان قادماً من مركز ظلم باتجاه الخرمة وأنه سمع صوتاً بمؤخرة التريلا اختل على إثرها توازنها لحين أن وجد الجيمس مُصطدماً بها في حين كان شقيقهم على قيد الحياة وظل مُحتجزاً بداخل مركبته لأكثر من ساعة ونصف حتى مباشرة الجهات الأمنية المسؤولة من مرور ودفاع مدني.
وكان أشقاء المتوفى الذين حضروا لموقع الحادث وجدوا كمام الأكسجين الذي كان على شقيقهم خارج مركبته وبه آثار دم.
وجرى نقله لمستشفى في المويه شمال الطائف ومنه أحيل إلى مستشفى الأمير سلطان بالقاعدة الجوية الذي رفض استقبال الحالة باعتبارها خطرة لحين أن تمت إحالته إلى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف وتم استقباله لديهم وأجريت عمليات له وظل بالعناية المركزة وتوفي اليوم التالي بعد صلاة الجمعة الماضية متأثراً بخمسة كسور خطرة في الرأس.
وأفاد رجال المرور بمركز رضوان لأشقاء المتوفى بأنه جرى إطلاق سراح سائق التريلا باعتبار أنه يملك تأميناً, وقالوا إنه لا يوجد آثار مكابح المركبة على الأسفلت وثمة احتمالية أن شقيقهم كان نائماً واصطدم بالتريلا.
لكن أشقاء المتوفى رفضوا ذلك التقرير الذي وصفوه بالمختلف عن واقع الحادث، حينها طلبوا الاطلاع على تقرير الحادث كاملاً ليكتشفوا ما يغير مسار التحقيق، حيث وجدوا أن السائق يحمل رخصة نقل خفيف دون أن تُذكر من قِبل رجال المرور وأنهم أخذوا عليه تعهداً بأن يذهب لتغيير الرخصة وأن يتحمل العقوبات في حال عدم تغييرها.
وكان أحد أشقاء المتوفى وجّه سؤالاً عن تلك المخالفة لرجل المرور المُتابع لتقرير الحادث وقال له: هذا أمر طبيعي لحين أن اكتشف أن السائق من دون تأمين ليعود رجل المرور ويؤكد أنه تم إطلاقه بالكفالة بعد أن أكد في بداية الأمر أنه جرى إطلاقه كونه يملك تأميناً.
كما كشف الأشقاء من خلال محضر دوريات أمن الطرق التي باشرت الحادث أولاً أنه يوجد آثار مكابح للمركبة الخاصة بشقيقهم المتوفى بعد أن ذكر رجل المرور أنه لا يوجد آثار لها بموقع الحادث.
وشاهد أشقاء المتوفى صوراً للحادث تؤكد أن الاصطدام كان بالزاوية اليمين من التريلا ما يعني أن شقيقهم لم يصطدم بها من الخلف كما ذكر رجال المرور بالمركز.
وطالبوا بالوقوف على موقع الحادث مرة أخرى وبالفعل كان لهم ذلك، حيث اكتشفوا أن الحادث وقع بعد كوبري الخرمة مباشرة وليس كما ذكر في التقرير أنه بعد كيلومتر واحد من الكوبري.
كما لاحظوا آثار مكابح المركبة الخاصة بشقيقهم على الأسفلت وتحديداً على الخط الأبيض ما يؤكد أن التريلا كانت داخلة على مركبة شقيقهم ووقع الحادث بسبب ذلك.