شهد حفل الإفطار السنوي العاشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي, الذي أُقيم مساء أمس الثلاثاء بقاعة بريدة في فندق الإنتركونتننتال, حضوراً كبيراً للسفراء والدبلوماسيين والداعمين لأنشطة وبرامج الندوة , حيث تجاوز العدد 450 شخصاً منهم 37 سفيراً و119 دبلوماسياً يمثلون 60 دولة, وتصدر الدبلوماسيون الأوروبيون الحضور وخصوصاً الألمان والبريطانيين والدانمركيين والسويديين, وكذلك حضور كبير للآسيويين والأفارقة, في حين غاب الخليجيون فلم يحضر أحد من سفراء أو دبلوماسيي دول مجلس التعاون الخليجي, وغاب السفير الروسي, وحضر اثنان من الدبلوماسيين عنه, وتألق سفير ألمانيا ديتر دبليو هالر في كلمته التي تحدث فيها عن سمو روحانيات شهر رمضان, وقال "في شهر رمضان يجتمع الناس في ألفة وأخوة وسلام, ولعله وقت للتأمل وتجاوز حدود الحياة اليومية بمعانيها الضيقة, فهو وقتٌ متسع للتسامح والتصالح وهو وقتٌ للتجاوز والمشاركة"، وأشار إلى اللفتة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الذي انتهز فرصة قدوم شهر رمضان لتنظيم حملة لجمع التبرعات دعماً للشعب السوري الذي يعاني الويلات, وقال "إن هذا يعكس بوضوح أن التضامن مع المحتاجين هو أحد المبادئ الحية السائدة في المملكة"، وأضاف "أنا أتحدث إليكم اليوم وبلادي ليست بمنأى عن شهر رمضان المبارك, ذلك أنه يوجد في ألمانيا أكثر من أربعة ملايين مسلم ألماني, يفرحون بقدوم شهر رمضان المعظم باعتبارهم جزءاً من الأمة الإسلامية, فالإسلام في واقع الأمر قد تغلغل في بلادنا تماماً, والمسلمون يشكلون جزءاً لا يتجزأ من بلادنا, والمسلمون في ألمانيا يشاركون تماماً في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وكم نحن فخورون بأن ألمانيا تحولت عبر السنين إلى مجتمع متعدد الثقافات حقاً". وتناول المهندس ناصر بن محمد المطوع في كلمته التي ألقاها عن الداعمين لأنشطة الندوة العمل الخيري الإسلامي الإنساني ومساندة المحتاجين والضعفاء ومن ألمت بهم الكوارث بالإضافة إلى اللاجئين, وثمّن الدور الكبير الذي تقوم به المملكة والمؤسسات والمنظمات الخيرية التي تنطلق من هذه البقاع المقدسة للقيام بالدور الإنساني والإغاثي. وكانت لفتة أثارت إعجاب الحضور من السفير الكوري الجنوبي كيم جونج يونج الذي أصرَّ على إلقاء كلمته باللغة العربية، وقال إن هذا يعد حباً وتقديراً للعرب ولغتهم, وأكد فيها الحوار والتسامح وتعزيز القيم الإنسانية بين الشعوب، وقال"خلال العصور الوسطى كان الإسلام يتميز بمعارف علمية وتقنية متقدمة، وكذلك مستويات من الفنون الحرة, وحينذاك أخذت أوروبا من تلك الثقافات لتحقيق الثورة الثقافية التي تُعرف اليوم بالنهضة" ثم تعرض للتبادل الثقافي بين المسلمين والكوريين الجنوبيين, ومبادرة الملك عبد الله للحوار العالمي بين أهل الأديان والايديولوجيات. واختتم الحفل بكلمة للأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي تناول فيها الأجواء الساخنة والتقلبات في المنطقة وما يعرف ب"الربيع العربي"، وقال إن الشباب كان هو المحرك الأساسي للأحداث وهو من ثم جديرٌ بأن يولي العناية والاهتمام من الجميع حكومات ومؤسسات وهيئات رسمية وخاصة وخيرية, ثم تطرق إلى ما خلفته الأحداث في بعض الدول من عمليات قتل وتشريد ودمار للبنى التحتية وتعطيل للحركة الاقتصادية, مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي للحفاظ على الأرواح وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم, وأكد الوهيبي أن الاهتمام بالشباب وتلمس احتياجاتهم هو السبيل الوحيد للاستفادة منهم وتوجيههم لبناء أوطانهم وخدمة مجتمعاتهم.