قال السفير الألماني لدى المملكة دييتر دبليو هالر أن الإسلام قد تغلغل في ألمانيا تماما وأصبح المسلمون يشكلون جزءا لا يتجزأ من بلاده، فهم كمجموعة دينية تضم جنسيات عديدة ويتساوون بالحقوق مع غيرهم من المواطنين الآخرين، مشيرا إلى أن المسلمين في ألمانيا يشاركون في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا من دواعي فخرهم كألمان أن تتحول ألمانيا عبر السنين إلى مجتمع متعدد الثقافات. وأوضح السفير الألماني ، أثناء حفل الإفطار السنوي العاشر الذي نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض مساء الثلاثاء 31 يوليو 2012 ، أن قوة المجتمع الألماني تكمن في مبدأ "الانسجام في التنوع" فعندما تبرز أي مشكلة في ألمانيا فإن الدولة بجميع مستوياتها الوطنية والمحلية والبلدية تتداعى للعمل على حلها على وجه السرعة. وأضاف : هناك أكثر من أربعة ملايين مسلم ألماني يفرحون بقدوم شهر رمضان المعظم باعتبارهم جزءا من الأمة الإسلامية، حيث يجتمع الناس في إلفة وأخوة وسلام ولعل رمضان يكون وقتا للتأمل وتجاوز حدود الحياة اليومية بمعانيها الضيقة فهو وقت للتسامح والتصالح ووقت للتجاوز والمشاركة، كما أشاد بحفل الإفطار للسنة العاشرة الذي يعكس عمق وسمو الروحانيات في هذا الشهر الكريم. وأشاد السيد هالر أيضا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين لتنظيم وجمع التبرعات للشعب السوري الذين يعاني من الويلات والتهجير وقال أن التظامن مع المحتاجين هو أحد المبادئ الحية السائدة في المملكة العربية السعودية. وتحدث السفير الألماني عن التحديات التي تواجه العالم اليوم والمتمثلة في توفير الغذاء لأكثر من سبعة مليارات نسمة وكذلك الحفاظ على كوكب الأرض على نحو مستدام وضمان التعايش السلمي بين الثقافات والأديان المختلفة، وقال إن القيم الأساسية التي وردت في آيات القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية الأخرى هي من لوازم تحقيق التوازن بين المصالح المتنوعة والسعي إلى إيجاد حلول سلمية دائمة للتحديات المتعددة الجوانب التي نواجهها في الوقت الحاضر، منوها بفضل هذا الشهر الفضيل حيث هو أفضل الأوقات لبذل مثل هذه المساعي التماسا لبركته حيث هو أفضل شهور العام وهو شهر نستطيع فيه الارتقاء والسمو بدواخلنا والاستزادة من غذاء الروح وهو فرصة أيضا لنستوثق من أننا لا نزال متمسكون بالقيم الإنسانية الأساسية. وأبدى هالو إعجابه وإعجاب وتقدير المثقفون الألمان بمبادرات خادم الحرمين الشريفين الهادفة إلى تعزيز الجوار بين الثقافات ودعم السلام والتعاون في هذه المنطقة وما وراءها، وقال إنه ليس هناك ثمة بديل لمعالجة الاضطرابات والعنف الذي لا مبرر له سوء اللجوء إلى الحوار والتعاون الصادق والصريح، كما أن الحوار والتعاون هما الوسيلة الوحيدة لتشكيل عالم أكثر أمنا وسلاما. وفي نفس الحفل أصر سفير كوريا الجنوبية لدى المملكة السيد كيم جونج يونج على التحدث باللغة العربية تقديرا لدورها ودور الثقافة الإسلامية في مسيرة البشرية مؤكدا على أن التبادل الثقافي والحوار لهما أثر كبير في تحقيق السلام والإزدهار الدوليين بين البشر وذلك من خلال العمل نحو مزيد من التفاهم والإحترام لثقافات الآخرين، وأن مثل هذا التبادل والحوار يعملان أيضا على تعزيز قيم التسامح والاحترام بحيث يصبح لها جذور عميقة في المجتمعات، مشيدا بالتجار المسلمين الذي قاموا بتعريف كوريا إلى العالم الغربي عبر طريق الحرير قبل 1200 سنة. وأشاد السفير الكوري بجهود خادم الحرمين الشريفين التي بذلها لتعزيز التبادلات والحوار بين الأديان والثقافات وكان لها أثر عظيم في هذا الاتجاه، مشيرا إلى مساهمة الثقافة الإسلامية بقدر كبير في تطور ثقافة الإنسان عموما، ورغم ذلك أبدى يونج أسفه بسبب حال معظم الدول الإسلامية التي ما تزال دولا نامية رغم أنها تكافح من أجل التقدم للأمام. وتحدث المهندس ناصر بن محمد المطوع في كلمته نيابة عن رجال الأعمال وشركاء الندوة عن جهود المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في مساعدة المحتاجين حول العالم مؤكدا بأن العمل الخيري هو واحد من أشرف الأعمال الإنسانية حيث يلتقي مع قيم الرسالات السماوية قاطبة حيث كلها تدعو إلى مساعدة المحتاجين ومواساتهم وتحض على العمل دون مقابل والتصدق والزكاة والتعاطف والمحبة والسلام. من جانب آخر ، طالب الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي جميع الدبلوماسيين حث دولهم للمبادرة باتخذا خطوات عملية لوقف المجازر التي يتعرض لها شعب أركان المسلم من قتل وتشريد على يد القوات الحكومية في ميانمار حيث أحرقت قرى بأكملها وهجرت أعداد كبيرة في ظل عدم وجود أي ردود أفعال لما يجري هناك مع كل أسف. ودعا الوهيبي جمعا من السفراء والدبلوماسيين الذي حضروا حفل الإفطار السنوي العاشر ونظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، إلى التواصل مع حكوماتهم من أجل الضغط على حكومة ميانمار لضمان سلامة المسلمين وصيانة حقوهم المدنية، كما أهاب بالجميع بمد يد المساعدة للمتضررين والعمل على توفير المأوى والمساعدات الإنسانية الضرورية لهم. وأشار الوهيبي خلال حفل الإفطار الذي حضره.37سفيراً و 119 دبلوماسياً يمثلون 60 دولة إلى أهمية تدخل المجتمع الدولي لحماية أرواح الناس في سوريا وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم، مضيفا بأن مسلسل القتل والتدمير في ازدياد ولا يزال دور المجتمع الدولي دون المأمول والشعب السوري يستحق الوقوف معه في تحقيق تطلعاته المشروعة. وحث الوهيبي جميع الحكومات والهيئات الرسمية والأهلية على الاهتمام بالشباب والنظر إلى مشكلاتهم والسبل الكفيلة لتوفير العيش الكريم لهم ويشمل ذلك التعليم الجيد وتوفير فرص العمل إضافة إلى السكن اللائق والعالج الصحي، والمهم هو أن ينظر إلى الشباب لا بوصفهم مشكلات بل روافد إيجابية لدعم اقتصاديات بلدانهم وتنميتها فهم المحرك الأساسي للأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية. ومن واقع تجارب العمل مع الشباب في بلدان كثيرة من خلال الندوة العالمية للشباب الإسلامي قال الوهيبي بأن هناك قصورا كبيرا في البرامج الموجهة لهم، إضافة إلى قيام بعض الدول بتقليص البرامج الخاصة بهم في ظل الأزمة المالية الحالية وهناك دول لا تقدم أساسا البرامج اللاظمة لاستيعاب الشباب واستثمار طاقاتهم وإتاحة المجال لهم للتعبير عن ذواتهم وبناء قدراتهم، وقال إن الاهتمام بالشباب وتلمس احتياجاتهم هو السبيل الوحيد للاستفادة منهم وتوجيههم لبناء أوطانهم وخدمة مجتمعاتهم ومن ثم الحيلولة دون استغلاهم فيما لا يخدم مصالح بلدانهم.