تزامن حلول شهر رمضان المبارك هذا العام مع موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012"، مما أثار عاصفة من الجدل بمختلف الدول العربية حول أحقية الرياضيين المشاركين في المنافسات في الإفطار والامتناع عن الصوم للحيلولة دون تعرضهم لإنهاك جسدي يعوقهم عن درب الميداليات. وتباينت الآراء حول منح رخصة شرعية للرياضيين المسلمين تبيح لهم الإفطار، نظراً لصعوبة التدرب واللعب في ظل الامتناع عن الطعام والشراب. وفي السعودية، أوضح رئيس لجنتها الأولمبية خالد الدخيل في تصريحات ل"إفي" أن مسألة الإفطار متروكة للاعب ومدربه، لكن من وجهة نظره الشخصية، فإنه يرى أن السفر يعفي الرياضيين عن الصوم. وبالمثل أكد متحدث باسم اللجنة الأردنية أن الرياضيين أنفسهم هم من يملكون حرية مواصلة الصيام أو الاستفادة من رخصة الإفطار للسفر. وفي المغرب، أجازت هيئة الإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى إفطار الرياضيين المشاركين في دورة "لندن 2012"، حيث أصدرت فتوى تعطي رخصة للاعبين تغنيهم عن الصيام. واستندت الفتوى إلى رخصة شرعية ترتبط بالسفر، وقد تم بحث القضية بناء على طلب من فريق الدراجات الأولمبي الذي يشكو من صعوبة الصوم أثناء التدريبات والمنافسات. وفي مصر، أجاز مفتي الديار علي جمعة، الإفطار في شهر رمضان للاعبات واللاعبين المشاركين في الأولمبياد أيضاً، موضحاً أن الله منح رخصة الإفطار في حالة السفر أو المرض طبقاً للنص القرآني "فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر". وبرر المفتي فتواه بطول عدد ساعات الصيام في بريطانيا، موضحاً أنه "لا يجوز أن يصوم الشخص أكثر من 18 ساعة"، على حد تعبيره. كما نصح جمعة من يرغب في الصوم من أعضاء البعثة المصرية بالالتزام بصوم 16 ساعة، من الساعة الثانية والنصف فجراً وحتى الساعة السادسة والنصف مساءً، وهو ما يوافق توقيت مكة، الذي يرجع إليه العلماء وقت الاختلاف حول عدد ساعات الصيام. وأكد المفتي أنه لا علاقة للرياضة بهذه الرخصة، لأنه لو أُقيمت البطولة في مصر ما جاز الإفطار، ولكن الرخصة ممنوحة لأن الجميع سيكون على سفر.