قالت السيدة جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات: إنها للمرة الأولي بعد 30 عاماً من الصمت عن أسرار حرب أكتوبر، بدأت هذه الأيام تنشر حقائق جديدة عن حرب أكتوبر لا تتعلق فقط بمبارك، ولكن بكل قادة الحرب الحقيقيين، وعن المصادفة بين يوم اغتيال السادات ويوم ذكرى انتصار أكتوبر. وحسب موقع "أخبار مصر" فقد أوضحت جيهان السادات في حوار خاص مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج "مصر الجديدة" مساء السبت، أن احتفالات أكتوبر لهذا العام لم تكن متركزة في شخص واحد فقط، مثل كل عام، إنما كانت الاحتفالات لكل من شارك في الحرب وليس فقط كما كان لصاحب أول طلعة جوية. وأردفت أن كلمة "موجود يا أفندم" التي قالها مبارك في أول جلسة هي كلمة قاسية ومؤلمة، مشيرة إلى أنها كانت تأمل أن يدخل مبارك قفص الاتهام وهو يقف على رجليه وليس نائماً على سرير، لأن من المفترض أنه محارب وعنده الشجاعة أن يعترف بأي خطأ، ويتحمل مسؤوليته، ويذكر أيضاً أنه بطل من أبطال أكتوبر. وقالت جيهان السادات: إن مبارك لو قال بعد اندلاع الثورة: إنه سيكمل فقط المدة ولن يرشح جمال للرئاسة، ومجلس شعب 2010 يتم حله ويكفيني شرف أني كنت من قادة أكتوبر، لكان الشعب المصري قدّره. وأضافت أن مبارك ظن بدخوله على السرير سينال تعاطف الشعب المصري، ولكن هذا ليس صحيحاً. وشددت السادات على أن علاء وجمال مبارك هما السبب الأول في كل ما يحدث لمصر ولمبارك، وأنهما كلفا والدهما كثيراً. ونفت أن يكون مبارك تورط في قتل زوجها السادات، قائلة: "لو كان عندي دليل واحد على أن مبارك قتل السادات ما كنتش سبته حتى وهو رئيس". وأوضحت أنها لم تقل إن السادات أخطأ في اختيار مبارك نائباً له، وقالت: إن مبارك وقت أن تم اختياره نائباً للرئيس كان رجلاً عسكرياً يتسم بالبروتوكول العسكري، وله من الإمكانيات ما يؤهله لذلك، ولم يكن قد تغير مثل أيامه الأخيرة. وكشفت جيهان السادات عن العديد من الوقائع التي تبين تهميشاً متعمداً من قبل مبارك تجاه الرئيس السادات وعائلته، وضربت جيهان مثالاً على ذلك بواقعة متحف المنصة، وهو المتحف التي اتفقت مع المهندس رمزي عمر علي إنشائه بالقرب من المنصة في بداية الثمانينات بتكلفة مليوني جنيه، وعرضت على مبارك في بداية حكمه إنشاء ذلك المتحف كرد اعتبار للسادات، غير أن مبارك رفض وقال لها: "اصبري شوية". وقالت: إن مبارك رفع صور الرئيس السادات من مقرات الحزب الوطني بعد شهور من اغتياله، على الرغم من أنه هو المؤسس الأول للحزب، فضلاً عن أنه بروتوكول عام معمول به في دول العالم، أن المؤسس دائماً توضع صورته في المقر الرئيسي. وعن علاقتها بسوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، قالت جيهان السادات: إن هناك وقتاً طويلاً تمت فيه مقاطعة بين الأسرتين، ولكن العلاقة تجددت بعد ذلك، مشيرة إلى أن سوزان كانت تقدرها ودائماً تتصل بها. وشددت جيهان السادات على أن لديها كرامة ولم تقحم نفسها في علاقات متواصلة معهم. وأوضحت أنها وزوجها كانا يحبان منصور حسن ويريدانه رئيساً للوزراء لأنه يمتلك قدرات وإمكانيات تؤهله لذلك المنصب. وكشفت جيهان السادات أن معاشها فقط هو 900 جنيه من الرئيس السادات، وقالت: إن ذلك المعاش مدني رغم أن زوجها عسكري، وقالت: إن المعاش حالياً وصل 4 آلاف جنيه، وأنها لم تحصل على معاش نجمة سيناء، رغم أن أنور السادات كان يرتديها "ورغم أني طلبت معاش نجمة سيناء إلا أن مبارك لم يستجب لذلك". وقالت جيهان السادات: إنها اتصلت بسوزان مبارك وطلبت منها زيادة معاشها الذي لا يتعدى 3 آلاف جنيه وأنها تستحق 5 آلاف جنيه في الشهر، وقدّمت الأوراق لكي يخرج لها معاش نجمة سيناء، إلا أن زكريا عزمي رد عليها بأن النجمة تمنح ولا تعطى. وأشارت إلى أنها ليس لديها نية الثأر من الجماعات الإسلامية التي اغتالت زوجها، مشيرة إلى إنها لم ترفض خروج عبود وطارق الزمر بعد انتهاء مدتهما. وعن مرشحي الرئاسة قالت: إن محمد سليم العوا والدكتور محمد البرادعي وهشام البسطويسي وعمرو البسطويسي، هم أبرز المرشحين. ولكنها انتقدت اهتمام الإعلام بالإفراج عن عبود الزمر، وقالت: إنه اعتذر للشعب المصري عن قتل السادات. وفرّقت جيهان السادات بين نهاية زوجها الراحل الرئيس أنور السادات وبين الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقالت: إن زوجها "مات شهيداً وهو واقف على رجليه ومات شهيداً وهو بين أبنائه، أما مبارك فهو يحاكم حالياً بتهمة قتل المتظاهرين المصريين، ويدخل قفص الاتهام".