أثار حضور القيادي في «الجماعة الإسلامية» طارق الزمر الاحتفالات الرسمية بذكرى «نصر أكتوبر» بناء على دعوة من الرئاسة المصرية، انتقادات من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان الزمر أحد مخططي اغتياله. لكن الأخير استغرب الانتقادات ورد بالتقليل من دور السادات في الحرب. واعتبرت شقيقة الرئيس الراحل سكينة السادات أن حضور الزمر الاحتفال «أمر لا يليق أبداً». وقالت ل «الحياة»: «لا يليق أبداً الاحتفاء بقتلة السادات في ذكرى النصر... حضور هؤلاء القتلة للحفل من ضمن ما آلمني وأفسد عليّ الاحتفال». وتساءلت: «كيف يُعامل القتلة على أنهم أبطال؟ هذا أمر لا يليق أبداً، ولن أسامح قتلة السادات ما حييت». غير أن الزمر رفض اعتبار حضوره الاحتفال «أمراً غريباً». وقال: «في تقديري أن نصر أكتوبر هو نتاج وقفة تاريخية للشعب المصري والمقاتل المصري، فهذا النصر لا ينسب إلى أي رئيس مهما كان قدره، كما أن إنجازات القادة لا يمكن أن تكون سبباً في تأليههم أو استعبادهم لشعوبهم، لا سيما إذا ما تنكروا لشعوبهم وحكموهم بديموقراطية ذات أنياب»، في إشارة إلى تعبير السادات الشهير أن «الديموقراطية لها أنياب». ونفى ما تناقلته وسائل إعلام عن حضور القيادي في الجماعة عبود الزمر الذي قضى ثلاثين عاماً في السجن بتهمة المشاركة في اغتيال السادات، الاحتفال وإن رأى أن «لا عيب في ذلك في حال حدوثه». وعبود وطارق الزمر خططا، ضمن آخرين في «الجماعة الإسلامية» وجماعة «الجهاد»، لتنفيذ اغتيال الرئيس السادات في ذكرى «نصر أكتوبر» عام 1981 خلال عرض عسكري أقيم على بعد أمتار من استاد القاهرة الذي استضاف احتفال أول من أمس. ولم يطلق سراحهما إلا بعد «ثورة 25 يناير». وأضاف الزمر ل «الحياة»: «حضرت الحفل إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة) صفوت عبدالغني والقيادي في الحزب علاء أبو النصر ممثلين عن الحزب». وتابع: «أنبه إلى أننا لم نكرم (الرئيس المخلوع حسني) مبارك على ضربته الجوية، لأنه تحول إلى ديكتاتور استخف بشعبه وزور الانتخابات ونهب الثروات». واعتبر أن «القائد الحقيقي لحرب أكتوبر هو (رئيس الأركان وقت الحرب) الفريق سعد الدين الشاذلي الذي تعرض للملاحقة في عصر السادات وللسجن في عصر مبارك، لهذا يحب أن نرد إليه اعتباره بعد الثورة». وقلل من دور السادات في النصر، مشيراً إلى أنه فقط صاحب قرار خوض الحرب. وقال: «النصر لا ينسب إلى قائد، وإنما إلى الشعب والمقاتل والجيش، وعلى رأسه الفريق الشاذلي، كما لا يجب أن ننسى أن السادات انقلب على النصر وتحرك في مسار أجهضه وصولاً إلى انقلاب على الإرادة الشعبية واعتقال مختلف أطياف الشعب المصري».