باتت منطقة الخليج العربي منذ مطلع الألفية الجديدة قِبلة لنجوم كرة القدم المخضرمين، ممن أوشكوا على الاعتزال بعد مسيرة حافلة بالإنجازات في القارة العجوز؛ حيث جذبتهم عروض خرافية بالملايين، لم يكونوا ليحلموا بها في أي دوري أوروبي آخر، حسب تقرير بثته وكالة "إفي" الإسبانية. لكن يبدو أن تلك المنطقة ستجد من ينافسها بقوة على اجتذاب نجوم الكرة العالمية، سواء لاعبين أو مدربين، وبالتحديد من الصين، التي بدأت في وضع الأحجار الأولى لإمبراطورية كروية جديدة ببلد المليار نسمة. فقد بدأ المستثمرون ورجال الأعمال من ملاك الأندية الرياضية في الصين باتباع السياسة نفسها بضخ الملايين لشراء نجوم الصفوة في أفضل أندية العالم، مع التركيز على لاعبي القارة السمراء. وشهد سوق انتقالات اللاعبين في الصين إبرام ثلاث صفقات من العيار الثقيل خلال فترة زمنية قصيرة، كان أولها انتقال الهداف الإيفواري المخضرم ديدييه دروجبا (34 عاماً) إلى شنغهاي شينهوا؛ لينضم إلى رفقة زميله الفرنسي السابق نيكولا أنيلكا، وذلك بعد أيام معدودة من قيادته فريق تشيلسي للتتويج بأول لقب لدوري أبطال أوروبا في تاريخه. وأشارت تقارير صحفية إلى أن هداف "البلوز" سيتقاضى 300 ألف دولار أسبوعياً، في الوقت الذي تزايدت فيه الشائعات حول رغبة برشلونة في التعاقد معه، لكن أفضل لاعب في إفريقيا عامي 2006 و2009 أكد التزامه بعقده مع النادي الآسيوي. وبعدها بأيام ودّع الهداف المالي فريدريك كانوتيه (34 عاماً) جماهير إشبيلية الإسبانية بعد رحلة عطاء طويلة، امتدت سبع سنوات في بلاد الأندلس، ليوقع اللاعب الإفريقي الأفضل لعام 2007 عقداً مليونياً آخر مع نادي بكين جوان. واكتمل العقد بإعلان مواطنه قائد المنتخب المالي ونجم وسط برشلونة وأفضل لاعب في كأس العالم للشباب 1999 سيدو كيتا (32 عاماً) إلى داليان أربين، الصاعد حديثاً للدوري الصيني الممتاز، بعقد سنوي يقدر ب11 مليون يورو، بينما كان يتقاضى في البرسا خمسة ملايين يورو خلال المواسم الأربعة التي لعبها للفريق الكتالوني، وحصد فيها 14 لقباً. كما اقترب مهاجم إفريقي آخر هو ياكوبو إيجبيني نجم منتخب نيجيريا وفريق بلاكبيرن روفرز الإنجليزي من الانضمام إلى نادي جوانجتشو فولي الصيني؛ ليضاف إلى زمرة المحترفين البارزين من ذوي البشرة السمراء. وأمام الزحف المتوالي للنجوم الأفارقة إلى الصين من أجل اللهث وراء المال اتخذت وسائل الإعلام في القارة السمراء موقفاً عدائياً من اللاعبين؛ لعدم تفضيلهم العودة لمسقط رؤوسهم والمساهمة في إحداث نهضة كروية ببلادهم. كما انتقدهم قطاع آخر لعدم التفكير في الانتقال لناد جماهيري في دوري كبير، والسعي وراء مزيد من الألقاب، ولاسيما مع العروض الكثيرة التي انهالت على الثلاثي من أندية إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا. لكن تبقى حجة الثلاثي هي الترحيب بمشروع كروي طموح لتطوير الكرة بالصين، التي يدرب منتخبها الإسباني خوسيه أنطونيو كاماتشو، وهي حجة اعتاد على ذكرها كل عمالقة اللعبة الذين انتقلوا للخليج من قبل.