فُجع متابعو تلاوات الشيخ ناصر القطامي، القارئ السعودي المعروف، قبل أيام، بوفاة أشهر مسجلي تلاوات الشيخ بجهازه الخاص لنشرها على شبكة الإنترنت دون مقابل، وبمبادرة ذاتية منه شخصياً، محتسباً ذلك عند الله. وكان الشاب "طلال المطيري" مواظباً على الصلاة خلف الشيخ ناصر القطامي في جميع الصلوات الجهرية، على الرغم من بُعد مسافة بيته عن الجامع الذي يؤمه القطامي. وكان الشاب المطيري قد حدث له حادث سير بطريق الدمام داخل مدينة الرياض، حيث كان متوجهاً لبعض أصدقائه، وتوفي على الفور. وعُرف عن الشاب دماثة الخلق، وحب الآخرين له ومواظبته على الصلوات، وكان باراً بوالديه، ومحباً للقرآن، وكان كثيراً ما يردد أن ما يقوم به وفاءً للقرآن الذي غيّر مجرى حياته. وكانت بدايات الشاب طلال المطيري في مجال نشر التلاوات القرآنية على منتديات "مزامير آل داوود" الإلكترونية، التي ذاع صيت الشاب طلال كغيره من الشباب والفتيات الذين نذروا أوقاتهم لتسجيل ونشر التلاوات القرآنية لقراء العالم الإسلامي، وبعد ذلك أنشأ له حساباً على "تويتر" لنشر جميع التلاوات التي يسجلها. كما كان حريصاً على التسجيل اليومي للتلاوات من المساجد، خصوصاً جامع القاضي، خلف الشيخ ناصر القطامي، وكان ينيب أحد إخوانه إذا لم يتمكن من الحضور. وعُرف عنه المبادرة لتسجيل التلاوات، ومراجعتها، وعمل المونتاج لها، وهندستها الصوتية، قبل أن يرفعها على الإنترنت. كما كان حريصاً على ألا تنزل تلاوة إلا بعد مراجعتها؛ تعظيماً لكلام الله.