من المعلوم أن الجهة المسؤولة عن تعيين الأئمة في الحرمين المباركين (رئاسة شؤون الحرمين)، والتي يرأسها معالي الشيخ الجليل: صالح الحصين -حفظه الله-. وليسمح لي معاليه بالسؤال عن كيفية التعيين في الحرمين من قِبل الرئاسة لان الملاحظ وجود أئمة نحبهم في الله، ونقدّر علمهم، ونحترم مكانتهم، وسابق فضلهم، ولكنهم في الحقيقية لا يملكون أصواتًا يتغنّون بها بالقرآن؟ ولم نجد أو نسمع أن لهم أشرطة سمعية تُذكر! لماذا نخاف، أو نهاب هذا الطرح أحيانًا، ونحن نعرف تمامًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يؤذن بلال للفجر وقال لأخيه المؤذن الآخر (ابن أم مكتوم) «إنه أندى منك صوتاً!»؟ ولماذا، وبالذات في الحرم النبوي نجد وخاصة في المواسم أن الأئمة -ونعذر من له عذر- كأنّهم في شبه غيبوبة حيث تجمع كل الصلوات (جهريها وسريها) لإمام واحد؟! لقد زارني يا معالي الشيخ شباب من غزة في موسم العمرة السابق، ووجدتهم بعد أداء العمرة، ينتقلون إلى جدة للصلاة خلف الأئمة المتقنين للتجويد والمتغنين بالقرآن المؤثرين به، وعللوا نزولهم اليومي من مكةلجدة، لعدم راحتهم -بكل صدق- لسماع مزمار من مزامير القرآن؟! وهنا تساؤل خطير، لماذا وبالذات في المواسم يغيب معظم الأئمة المشهورين في العالم كله؟ وثمَّة أمر آخر أن بعض الأئمة للحرمين -من المشهورين منهم- يزورون بلادًا عديدة للنصح والتوجيه في مواسم مهمة، وهذه الزيارات رغم أثرها الكبير، إلاّ أنها تحرم زوّارًا للحرم بالملايين كل موسم جاؤوا ليستمتعوا بالحرم، وأصوات أئمته الذين تعودوا على سماع القرآن منهم عبر الأشرطة الصوتية. أرجو من معالي الشيخ صالح الحصين، وهو المشهود له بالحكمة، ونشدان الخير، وهو موضع ثقة عند ولاة الأمر تدارك هذا الحال، والاتفاق مع أئمة مشهورين، ومشهود لهم في هذه البلاد بالعلم، وفهم القرآن، والتغنّي به، بالذات فترات المواسم لتغطية النقص، أو تعويض حالة الضعف الصوتي، أمثال الشيوخ (سعد الغامدي، وعادل الكلباني، وعبدالله بصفر، وناصر القطامي)، وسواهم. إن هذه القضية أمانة في أعناق الرئاسة، وحرمان شباب الأمة بالذات من التلذذ بالقرآن في الحرمين مسؤولية تجاه القائمين على شؤون الحرمين، مع تأكيدنا الاحترام والتقدير لكل أئمتنا الفضلاء، ولكننا لا بد أن نقول للجميع: إننا مؤتمنون أيضًا على نقل ما يطالب به الناس والشباب خصوصًا!