أكدت الحكومة الأسترالية، في خطاب للمبتعث السعودي "محمد عبدالله غ."، أنها ترفض سلوك بعض المحتجين الأستراليين الذي يسخر من اللباس الإسلامي للمرأة "النقاب"، وتعهدت الحكومة بالتصدي لمظاهر التشدد الديني بكل الأطر القانونية التي تناهض كل أشكال التمييز، مشيرة إلى أن المسلمين جزءٌ مهمٌ من المجتمع الأسترالي، يقدمون الإسهامات في كل مجالات الحياة. وفي خطاب حصلت "سبق" على نسخة منه، قال وارن بارسون وكيل العلاقات الثقافية بوزارة الهجرة والمواطنة، للمبتعث "محمد عبدالله غ.": "إن غالبية الشعب الأسترالي يرفضون سلوك مثل هؤلاء المحتجين، وعلى الرغم من أن الدستور الأسترالي الديمقراطي يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم، ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار القوانين الأسترالية". وفي رسالته ل "سبق" عبر البريد الإلكتروني، كشف المبتعث السعودي "محمد عبدالله غ." عن الأسباب التي دعته لمخاطبة الحكومة الأسترالية في شهر إبريل 2012، وقال: "ظهر في الأشهر الماضية فيديو عبر وسائل الإعلام الحديث "اليوتيوب" يظهر فيه سخرية بعض الأستراليين الرجال باللبس الإسلامي للمرأة عندما تجمعوا في أحد شوارع مدن أستراليا مرتدين العباءة والبرقع بهدف السخرية من المسلمين وتشويه صورة الإسلام لدى المارة دون تدخل الشرطة الأسترالية لإيقافهم". وأضاف "محمد عبدالله غ.": "حينها قمت بالدخول على موقع الحكومة الأسترالية الإلكتروني، صفحة مكتب رئيسة الوزراء الأسترالية "جوليا غيلارد"، وأرسلت لها شخصياً بريداً إلكترونياً بتاريخ 19-4-2012 أستنكر فيه ما حصل، ووضحت لها أنني من باب الخوف على أستراليا من بعض المتشددين وبعض الأشخاص الذين قد يسيئون التصرف لأستراليا لمثل تلك الأسباب، طلبت منها- فضلاً لا أمراً- أن تراعي الظروف الحالية التي يمر بها العالم الإسلامي من ضغوط، وأن تتصرف الحكومة الأسترالية مع أولئك المتظاهرين ضد لبس المسلمات بعقلانية؛ كي تحافظ أستراليا على حسن علاقتها مع المسلمين عامة، وخصوصاً المقيمين هنا". وتابع: "وقلت لها: إنني لا أريد أن أرى في المستقبل- لا سمح الله- بعض الهجمات في أستراليا من قِبل المتشددين وغير الواعين بأنظمة وثقافة البلد، ووضحت لها أنه قد يكون هناك الكثير من المتشددين الذين يريدون أن يسيئوا إلى سمعة الإسلام وإلى علاقة المسلمين مع أستراليا، مثلما حصل بالولايات المتحدة، وقلت في رسالتي لها: "أتمنى أن أرى موقفاً من حكومتك يوقف مثل هذه المظاهرات التي قد توتر العلاقات بين أطراف المجتمع، وأن علينا جميعاً أن نعيش في مجتمع مسلم وآمن يحترم الآخر". وحسب المبتعث السعودي، فقد تلقى اليوم رد الحكومة الأسترالية على رسالته، يقول "عبد الله غ.": "اليوم 27-6-2012 وصلت رسالة إلى بيتي من مسؤول في الحكومة الأسترالية يشكرني فيه على اهتمامي بتلك العلاقات، موضحاً بعض النقاط، ومن أهمها إيمانهم بأن الجالية المسلمة بأستراليا تعد جزءاً مهماً جداً في تنمية التطور والتقدم الحاصل بأستراليا، وأن حكومتهم لديها الكثير من البرامج لتوطيد العلاقات بين الشعب، وبرامج أخرى لمحاربة التمييز العنصري والديني والثقافي". وفي رسالته أكد بارسون أن الحكومة الأسترالية تتعهد بالتصدي لمظاهر التشدد الديني، وبناء مجتمع التسامح والمشاركة، وأضاف: "لدينا منظومة شاملة من القوانين ضد التمييز بكل أشكاله، وبرامج تحارب التمييز على أساس الثقافة والعرق والدين، وتدعو إلى التسامح والعدل والاحترام والتعايش، وتأكيد الإحساس بالانتماء". ويضيف بارسون: "إن ما جاء في خطابك حقيقي، فالمسلمون جزءٌ مهمٌ من المجتمع الأسترالي، فهم يقدمون الإسهامات في كل مجالات الحياة، كما أنهم يسهمون في تنمية أمتنا، وتتعهد الحكومة ببقاء أستراليا مجتمعا للأمن والرفاهية والتماسك بين أفراده من احترام حقوق الآخرين في إطار القانون". وعن بواعثه لإرسال الرسالة إلى الحكومة الأسترالية يقول المبتعث "عبد الله غ.": "قمت بهذا الشيء من باب النصيحة والتشاور بأسلوب حضاري ومتقدم ومحترم للرأي الآخر لعل سمعة الإسلام تتبدل إلى الأفضل لدى البعض، متمنياً من الله قبول نيتي الخالصة له سبحانه لا لغيره، ولم أتوقع أساساً أنهم يردون عليّ".