أعلنت وزارة الخارجية السورية الاثنين أن سوريا "لا يمكنها إلا أن تقف مع الخيارات الديموقراطية للشعوب"، مهنئة الشعب المصري على اختياره ومتمنية للرئيس المنتخب محمد مرسي "التوفيق". وقال المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول انتخاب رئيس ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر "يجب أن يتأكد الجميع أن سوريا لا يمكن إلا أن تقف مع الخيارات الديموقراطية للشعوب، لذلك لا يمكننا إلا أن نقول للشعب المصري هنيئاً له بما اختار". ورفض التعليق على "انتماء الرئيس"، معتبراً أنه "رئيس مصر ونتمنى له التوفيق". وكان المجلس الوطني السوري المعارض هنأ الأحد محمد مرسي بفوزه في انتخابات الرئاسة المصرية، معتبراً أن هذا الانتخاب "نصر عظيم للثورة المصرية ومبعث أمل للشعب السوري". وتقدم المجلس "بأحر التهاني" من الشعب المصري والرئيس الجديد، واصفاً انتخابه ب"الحدث التاريخي المفصلي الرائع". من جهة أخرى يتواصل القصف العنيف اليوم الاثنين من القوات النظامية السورية على أحياء في مدينة حمص، وسط تحذير المعارضة مرة جديدة من "مجزرة" كبيرة في حال اقتحام المدينة، بينما حصدت العمليات العسكرية في شتى أنحاء البلاد 13 قتيلاً. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية صباحاً عن "قصف عنيف على حي الحميدية في حمص بالصواريخ والمدفعية"، مشيرة إلى أن "الانفجارات تهز الحي وتتصاعد أعمدة الدخان جراء القصف". كما أشارت إلى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص. وحذر الجيش السوري الحر في بيان وجهه إلى "الدول العربية والإسلامية والصديقة والمنظمات الدولية المعنية"، من أن "النظام المجرم يحضر حشوداً تقدر بمئة دبابة في اتجاه القصير- حمص وفي اتجاه طريق طرطوس- حمص وفي اتجاه شنشار- حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب أعظم مجزرة يشهدها التاريخ". وحمل المجلس "المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته مسؤولية ما حصل وسيحصل" في حمص. في الوقت نفسه، نقل المجلس الوطني السوري المعارض "نداء استغاثة" جديداً وجهه أهالي حمص إلى العالم لإنقاذهم "قبل فوات الأوان". ووصف نداء الاستغاثة ما يجري في حمص بأنه "حملة إبادة جماعية" مستمرة "منذ عشرين يوماً". وأضاف "إنها جريمة إبادة وتطهير طائفي بأبشع الأدوات والطرق الهمجية"، محملاً العالم مسؤولية تعرض المدينة "للدمار التام وتغيير تركيبتها السكانية". وطالب "بالتحرك فوراً لإغاثة حمص قبل فوات الأوان، وهو سيفوت قريباً جداً". ولم يتمكن الصليب الأحمر والهلال الأحمر من دخول حمص الأسبوع الماضي لإجلاء المدنيين ونقل المساعدات بسبب حدة القصف. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان جراء القصف وإطلاق النار الذي تشهده أحياء المدينة، كما تتعرض بلدتا الشحيل وموحسن لقصف عنيف. وفي ريف دمشق، قتلت شابة في بلدة مديرا إثر إطلاق نار من القوات النظامية. وفي درعا (جنوب)، قتل مواطن إثر قصف تعرضت له بلدة بصرى الشام وقرية جمرين المجاورة لها بشكل متواصل لأكثر من ست ساعات. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات وقصف على بلدة كفرنبل بينهم مقاتل معارض. كما قتل مواطنان في بلدة معرة النعمان في قصف تعرضت له البلدة، ومقاتل معارض "إثر استهداف سيارته بقذيفة من القوات النظامية في قرية معرة شورين"، بحسب ما ذكر المرصد. وقتل شخص في بلدة الهبيط في ريف إدلب جراء إصابته برصاص قناص. وأفادت لجان التنسيق المحلية في رسالة إلكترونية عن "تعرض مدينة الأتارب في محافظة حلب (شمال) لقصف من قوات النظام منذ ساعات الصباح الباكر". وشهد أمس مقتل 91 شخصاً في مختلف أنحاء سوريا بينهم 77 مدنياً.