كشفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان النقاب اليوم الثلاثاء عن أن عمال البناء في قطر يتعرضون لإساءات خطيرة في المعاملة، وأنهم في بعض الحالات يكونون مجبرين على العمل في عبودية فعلية لدى أرباب عملهم. وحسب وكالة "أنباء الشرق الأوسط" جاء ذلك في تقرير يحث على الإصلاح في قطر، وقالت المنظمة الموجود مقرها الرئيس في نيويورك- في التقرير الذي نقلته صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" البريطانية على موقعها الإلكترونى- إن قطر تحتاج إلى إجراء إصلاح شامل لبعض القوانين، وتطبيق أفضل لغيرها؛ من أجل منع استغلال العمال في برنامجها الضخم للبناء الخاص بكأس العالم 2022. ونقلت الصحيفة عن بريانكا موتابارثي، الباحثة ب"هيومان رايتس ووتش"، والتي وضعت التقرير قولها: "إن كأس العالم وعشرات الملايين من الدولارات الخاصة بمشروعات تنمية البنية التحتية حوله سيعني تركيز "نظارة معظمة" على قطر وشركائها الدوليين من الآن فصاعداً"، مضيفة: "إنهم سيحتاجون مئات الآلاف من العمال الجدد لتحقيق هذه الرؤية. وهناك عشرة أعوام تفصلنا عن 2022 لكن هذه ليست مشكلات سهلة الحل". وقالت الجماعة الحقوقية في تقريرها إن المشاكل التي تواجه العمال في قطر تشمل أتعاباً باهظة الثمن من أجل التجنيد في الوظيفة يطلبها الوكلاء، والمصادرة "الروتينية" لجوازات السفر من قبل أصحاب العمل الذين يحتاج العمال إذنهم من أجل تغيير الوظيفة والخروج من البلاد. ورفض مسؤولو الحكومة القطرية التعليق على التقرير، برغم أن السلطات قالت في السابق إنها تدرس التعديلات على القيود المفروضة على ترك العمال لوظائفهم. وقالت الصحيفة إن قطر، التي يعتبر تعداد سكانها المقدر بأقل من 300 ألف نسمة الأغنى في العالم لكل فرد، تستخدم ثروتها الهيدروكربونية الهائلة في تمويل كل من التوسع في البنية التحتية داخلياً وسياسة استعراض العضلات خارجياً. ورأت الصحيفة أن النجاح المفاجئ في مسعى الفوز بتنظيم كأس العالم 2022 يعد اختباراً كبيراً لطموح قطر لأن تكون قوة دولية. وأضافت الصحيفة أن الدوحة نفت بالفعل قوة الاشتراك في أي سلوك مشين، بعد أن تورط ال"فيفا"- الاتحاد المنظم لكرة القدم العالمية- في ادعاءات بالتلاعب في الأصوات بشأن مسعى الفوز بالتنظيم.