قالت مصادر الشرطة الأفغانية إن مسلحين هاجموا فندق إنتركونتيننتال بالعاصمة الأفغانية كابول، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل بينهم منفذو الهجوم. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل جميع المسلحين المشاركين في الهجوم والذين قُدِّر عددهم بستة على الأقل. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المتحدث باسم الوزارة صديق صديقي "نعتقد أنهم كانوا ستة انتحاريين". وأضاف أنه تمت إعادة الكهرباء إلى الفندق بعد معركة دامت نحو خمس ساعات. كما أعلن صديقي مقتل عشرة آخرين من المدنيين الأفغان في الهجوم؛ يعتقد أنهم من موظفي الفندق. وقال قائد شرطة كابول ل "بي بي سي" إن اشتباكاتٍ عنيفة دارت بين قوات الأمن الأفغانية والمسلحين الذين دخلوا الفندق. وقال مصدر أمني آخر ل "بي بي سي" إن القوات الأفغانية قاتلت "مجموعة منظمة من الانتحاريين". وتبنى المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد الهجوم. وأعلنت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن مروحياتها شاركت في المعركة ونجحت في قتل ثلاثة مسلحين. وأفادت تقارير بأن ثلاثة انتحاريين فجّروا أنفسهم أمام بوابة الفندق وفي الطابق الثاني وخلف المبنى. وذكر شهود عيان أنهم سمعوا انفجاراتٍ وشاهدوا عدداً من الرجال المسلحين يدخلون إلى الفندق. وقال قائد آخر للشرطة إن عدداً من رجال الشرطة أصيبوا بجروح. وغرق الفندق في الظلام بينما بدا أن الكهرباء انقطعت عن كل المنطقة إثر الهجوم. وقال شهود عيان إن الهجوم بدأ حينما كان معظم النزلاء يتناولون وجبة العشاء في مطعم الفندق. وأكد أحد النزلاء ل "بي بي سي" أن حالةً من الفوضى والرعب سادت الفندق، وأنه صدرت أوامر للنزلاء بعدم فتح أبواب غرفهم. قالت الشرطة الأفغانية إنها واجهت مجموعة منظمة من الانتحاريين. وفندق إنتركونتيننتال هو الأكثر شهرة بين فنادق العاصمة الأفغانية، وتم تدشينه عام 1969 وهو مبنيٌّ على تلٍ يطل على المدينة، وهو من الفنادق التي يرتادها معظم الأجانب ويستضيف في غالب الأحيان أيضا اجتماعات لمسؤولين أفغان ومؤتمرات وحفلات زفاف كبيرة. وتم تعزيز إجراءات الأمن في فنادق المدينة بشكل كبير إثر الهجوم الذي أوقع سبعة قتلى, بينهم ثلاثة أجانب, في 2008 في فندق سيرينا, وهو فندق فخم يقع في وسط المدينة. وشنّ هذا الهجوم مسلحون من "طالبان" تنكروا في زي الشرطة. والهجوم على فندق إنتركونتيننتال يأتي قبل بضعة أسابيع من بداية انسحاب القوات الدولية التي تدعم الحكومة الأفغانية في مواجهة حركة "طالبان". وكان الرئيس باراك أوباما قد أعلن الأسبوع الماضي، سحب 33 ألفاً من قوات بلاده المتمركزة في أفغانستان بنهاية الصيف المقبل، وأوضح أوباما أنه سيتم سحب 10 آلاف جندي قبل نهاية العام الحالي، على أن تبدأ العملية الشهر المقبل. وستنقل القوات الغربية تدريجياً مسؤوليات الأمن في البلاد إلى القوات الأفغانية من الآن حتى نهاية 2014, في عمليةٍ بدأت بالفعل في العاصمة كابول. لكن عدداً كبيراً من الخبراء يشكّك في قدرة الجيش والشرطة الأفغانيين على أن يستوعبا بمفردهما حركةَ تمردٍ زادت من رقعة انتشارها في السنوات الأخيرة رغم إرسال تعزيزاتٍ غربيةٍ بصورةٍ دائمة.