استحضرت اليونان سيناريو يورو 2004 لتجبر مضيفتها بولندا على التعادل الإيجابي بهدف لكل منهما في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012" بالملعب الوطني بوارسو. واقتسم المنتخبان نقاط المباراة في افتتاح جولات المجموعة الأولى، قبل دقائق من انطلاق المباراة الثانية بين روسيا والتشيك. وكانت اليونان قد أسقطت البرتغال على أرضها 2-1 في افتتاح يورو 2004 الذي فاجأت العالم بالتتويج بلقبه، لكنها اكتفت بالتعادل مع بولندا في افتتاح النسخة ال14 بعد أن قدمت شوطاً ثانياً رائعاً عوضت به الصورة الهزيلة التي بدت عليها في أول شوط. قدم أصحاب الأرض لوحة فنية بديعة في الشوط الأول، كما لو كانوا يريدون توجيه رسالة تحذير لخصومهم في البطولة، وتألق بشكل لافت للأنظار ثلاثي بروسيا دورتموند الألماني المؤلف من الظهير لوكاش بيشتشيك، ونجم الوسط وحامل شارة القيادة ياكوب بواشتيشكوفسكي، والهداف روبرت ليفاندوفسكي، في حين ظهر الفريق الإغريقي قليل الحيلة متكتلاً في الخطوط الخلفية دون أنياب هجومية. وشرف ليفاندوفسكي بتسجيل أول أهداف البطولة برأسية رائعة (ق17) هيأها له بيشتشيك ليلهب حماس جمهور الملعب الوطني ويترجم السيطرة المطلقة للبولنديين. وبدا أن المهمة ستكون أكثر سهولة لل"نسور البيضاء" حين تلقى المدافع اليوناني سوكراتيس باباستاتوبولوس لاعب بريمن الألماني وميلان الإيطالي سابقاً، بطاقة حمراء في آخر دقيقة بالشوط الأول، ليترك فريقه منقوص العدد لشوط كامل. لكن نقطة تحول المباراة كانت نزول المهاجم البديل ديميتريس سالبينجديس لاعب باوك سالونيكا مطلع الشوط الثاني، حيث قلب اللقاء رأساً على عقب لصالح اليونان، بعد أن خطف هدف التعادل (ق50) مستغلاً خطأً مشتركاً بين الدفاع البولندي وحارس آرسنال فيوتشه تشيزني. وتخلى المنتخب الأزرق عن حذره الدفاعي ليباغت مرمى أصحاب الضيافة، فيما تقلص الحضور الهجومي المكثّف للبولنديين على عكس الشوط الأول. وبلغت المباراة قمة الإثارة حين تسبب سالبينجديس في ركلة جزاء ورّط بها الحارس تشيزني، ليضطر الحكم الإسباني كارلوس كاربايو إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجهه (ق70)، ويلعب كلا المنتخبين بعشرة لاعبين. لكن الحارس البديل تيتون ارتدى ثوب التألق ونجح في التصدي لركلة الجزاء التي سددها المخضرم جورجوس كاراجونيس. وعاد سالبينجديس لممارسة ألاعيبه ليسجل هدفاً غير شرعي بداعي التسلل كاد يصعق جمهور بولندا بمقاعدهم، كما حاول جورجوس ساماراس نجم سلتيك الأسكتلندي إزعاج الدفاع البولندي، فيما اجتهد ليفاندوفسكي كثيراً لترجيح كفة الفريق الأبيض دون جدوى لتنتهي المباراة بالتعادل.