استقبل الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي في مكتبه بالأمانة العامة، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، وتناول اللقاء سبل التعاون المشترك في المجالات الإغاثية والإنسانية وقضايا العمل المشترك بين الجانبين، وحضر اللقاء الوفد المصاحب للبروفيسور أوغلو والأمناء المساعدون للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمدير التنفيذي فيها، وأكد الدكتور صالح الوهيبي الدور الكبير الذي تقوم به منظمة التعاون الإسلامي في توحيد الدول الإسلامية، وثمّن جهودها الإغاثية والإنسانية في العديد من المناطق، وأشار إلى التعاون الوثيق بين الندوة العالمية للشباب الإسلامية والمنظمة. والتقى الدكتور أوغلو بالمسؤولين في الأمانة العامة ومديري الإدارات، وتحدث عن منظمة التعاون الإسلامي ودورها، وأكد الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للمنظمة وهو ما يساعدها في القيام بدورها المنوط بها، وقال: إن المملكة العربية السعودية بقيادة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز هي التي سعت إلى تأسيس هذا الكيان الإسلامي الكبير بعد محاولة المتطرفين الصهاينة إحراق المسجد الأقصى، وقال: إن الملك فيصل استطاع بذكائه السياسي وتحركاته نحو الدول الإسلامية إقناع زعماء العالم الإسلامي بضرورة التعاون الوثيق بين الدول الإسلامية، فانعقدت القمة الإسلامية في المغرب وحضرتها 25 دولة من بينها مجموعة من مسلمي الهند، وخرجت هذه القمة بإعلان تشكيل منظمة المؤتمر التي وصلت عضوية الدول فيها حتى الآن إلى 57 دولة.
وتعرّض الدكتور أوغلو إلى التطورات التي لحقت بالمنظمة الإسلامية، ومحاولات وضع شروط لعضويتها، وإلزام الدول الأعضاء فيها بموقف موحّد، وجعلها تلتزم في مواقفها بخدمة الإسلام وحضور اجتماعاتها والقيام بمسؤولياتها على المستوى الدولي.
وأضاف: "بعض دول المنظمة التي يحضر اجتماعاتها كانت لا تلتزم في مواقفها في أثناء التصويت في مجلس الأمن، بمواقف المنظمة الإسلامية، بل كان بعضها يعاكس موقف الدول الإسلامية في الأممالمتحدة ومجلس الأمن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي هي قضية المسلمين جميعاً ومن أجلها أسست هذه المنظمة الإسلامية".
وأضاف البروفيسور أوغلو أن "العديد من الدول الأعضاء في المنظمة لم تكن تلتزم بدفع رسوم العضوية وتحصل على الانجازات التي تقدم من دون تحمل مسؤولياتها، ومن ثم عملنا جاهدين على ضبط الكثير من هذه الأمور وأن يكون هناك التزام.
وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على تطوير آلية العمل في المنظمة وأن تحول الأقوال إلى أفعال وخصوصاَ التعاون بين الدول الإسلامية وتوحيد المواقف تجاه القضايا الإسلامية، وقال: نحاول جاهدين ا لقيام بدورنا والآن هناك فرق عمل تعمل في الصومال والنيجر وغزة واليمن وإندونيسيا بشكل مستمر لتخفيف معاناة المتضررين والقيام بالواجب الإنساني، مشيراً إلى أنه لم يكن لمنظمة المؤتمر الإسلامي أي عمل خيري أو إنساني، أما الآن فالوضع اختلف ولدينا تنسيق وجهود مشتركة مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي والمنظمات الخيرية الأخرى في هذا الجانب.
وقال: في القمة الإسلامية في كوالالامبور عام 2003م، تقدمت بخطة لإصلاح المنظمة وتم تشكيل لجنة لإدارة نقاش واسع حول هذا الأمر، وأضاف: إنه لم تكن هذه المرة الأولى التي تتم فيها محاولات لإصلاح المنظمة بل كان هناك أربع أو خمس محاولات سابقة ولكن لم يحدث أي إصلاح، على رغم اتخاذ قرارات وتوصيات في هذا الشأن، لأن عمليات الإصلاح كانت تتناول إصلاح ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي وكيف نغير النظام ونحقق الانضباط في العضوية.
وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعمه للمنظمة، هما اللذان ساهما في انطلاقتها وتفعيل دورها، وأضاف: وإذا كان الملك فيصل هو الذي ساهم في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الذي دفع بهذه المنظمة إلى الأمام وساهم في انطلاقتها الكبرى والتحول الكبير الذي يلمسه الجميع فيها.
وكشف البروفيسور أوغلو عن الخطة العشرية التي وضعها لإصلاح منظمة التعاون الإسلامي وقال: إن ما حققناه حتى الآن 20 % وهذه نسبة أعتقد أنها كبيرة وإننا ماضون إلى تحقيق الخطة، وأضاف إننا أولينا اهتماماً بزيادة التجارة بين الدول الإسلامية التي كانت 13 % ووصلنا إلى 18 % في عام 2011م، وأكد أوغلو أن العمل الإسلامي عمل عظيم، وأن منظمة التعاون الإسلامي فيها إمكانات كبيرة، وهناك نقلة نوعية في عملها، ولا بد من وجود صلاحيات، وقال: إن المنظمة الإسلامية صارت لها مكانتها الكبيرة فلا يمر يوم من غير أن يأتي لزيارتنا وزير أوروبي أو مسؤول من الدول الكبرى، الجميع عالمياً صاروا يخطبون ود منظمة التعاون الإسلامي، ولأول مرة استطعنا أن نخرج كندا من مجلس الأمن، وأشار أوغلو إلى أن من حق منظمة التعاون الإسلامي أن يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن لأنها تتحدث باسم مليار ونصف المليار مسلم يمثلون ربع سكان العالم، وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي دور الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مجالات الإغاثة والتنمية والعمل التطوعي، وقال: تعرفت شخصياً منذ عشرين عاماً على دور الندوة العالمية، وهو دور كبير ويعرفه الجميع ولدينا تعاون مشترك معها في المجالات، الإغاثية، والإنسانية.
وقد احتفى منسوبو الأمانة العامة للندوة العالمية بالأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مسجد الندوة بالأمانة العامة.