خلال 7 سنوات من توليه مقاليد الحكم أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- معنى إضافياً لحب الوطن تمثل في أسلوبه المبهر الذي قرّب الحاكم من المحكوم.. وهو قربٌ صادق لامس قلوب أبناء الشعب، ورسخ في أذهانهم، وتألق في عيونهم، واحتضن عواطفهم.. مما أسس علاقات متينة بين قائد الأمة وشعبه يغلفها الوفاء، والإخلاص، والاحترام المتبادل.. واختصر المسافات والدلالات إلى حقيقة واحدة تعبّر وترسم وتشكل ترابط ووحدة المملكة العربية السعودية وقوتها. ويتضح في كثيرٍ من المناسبات الرسمية التي يؤكد فيها – رعاه الله- بكل تلقائية وصدق أنه من الشعب وللشعب، ففي كلمة ألقاها في إحدى المناسبات الرسمية عند استقباله لعددٍ من المواطنين عبّر عما يضمه وجدانه من نبل المشاعر وكرمها نحو شعبه؛ عندما قال: "أنا يا إخواني لست بخطيبٍ، ولا لي هدف ولا قصد إلا خدمة ديني ووطني وشعبي، هذا هو هدفي، وهذا كل ما أحس به إنه واجب عليّ وعلى كل فردٍ من الشعب السعودي". وفي مناسبة أخرى، قال:" الشعب السعودي، شعب واعٍ، شعب يفهم ما له وما عليه، شعب يقدِّر موقفه فعلاً، لأنه من الإسلام وإلى الإسلام، وخادم للإسلام، وهذه ولله الحمد ميزتكم". أما عند استقباله لعددٍ من المواطنين أخيراً، فقال - أيده الله- :" في رأسي أكثر من الذي صار، وإن شاء الله إنه سيتحقق بجهودكم معي، جهود الشعب السعودي معي، لأني أنا من دونكم لا شيء، من دون الشعب السعودي أنا لا شيء، أنا فرد منكم وإليكم، وأستعين بالله ثم بكم".
إن المتابع لمثل هذه الخطب العفوية، والكلمات الصادقة، والمواقف الوطنية من خادم الحرمين لشعبه ليجد في أبعادها ودلالاتها مفردات عميقة وعبارات تتخطى طبيعة العلاقات الرسمية المنمطة بين الرئيس والمرؤوس إلى عاطفة راسخة تختزل الصفات النبيلة التي تصدر من قلب ملك كبير نحو شعب مخلص. وفي المقابل يحمل السعوديون في وجدانهم مشاعر حب جارف، ومخلص لأبي متعب.. ويبادلون حبه بمزيد من الحب والاحترام والتقدير، وهي مشاعر يلخصها دبلوماسي خليجي مقيم في الرياض، حين قال ل"سبق":" لم أشاهد في التاريخ السياسي العربي الحديث شعباً يحب قائده كما الشعب السعودي مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومن فرط هذا الحب والتقدير ألاحظ في شوارع العاصمة أن السعوديين يضعون صوره على زجاج السيارات ويكتبون عنه عبارات تعكس افتخارهم وتعلقهم به، كما أنهم عندما يتحدثون في مجالسهم عن الملك عبدالله يقولون "أبو متعب" وهذا دليلٌ على قربه منهم وقربهم منه". ويضيف الدبلوماسي الخليجي "مثل هذه العلاقة بين القائد وشعبه لا تجدها في كثيرٍ من الدول والمجتمعات العربية".