عمَّ الحزن المدرسة الابتدائية السابعة والستين بحي العزيزية بمكة المكرّمة، الإثنين الماضي، عندما علمت منسوبات المدرسة، خصوصاً المعلمات، بوفاة الطفلة البرماوية "روزان" التي يشتبه في أنها ماتت نتيجة عنف أسري علي يد زوجة أبيها وسط تستره. وكانت "سبق" قد نشرت تفاصيل القضية ومتابعات وقت حدوثها عندما نُقلت الطفلة للمستشفي الخاص المقابل للمدرسة وهي جثة هامدة دون حراك.
وأمام بوابة المدرسة لرصد ردة الفعل وأخذ المعلومات الخاصة بالطفلة أثناء دراستها، التقت "سبق" بعض المعلمات اللاتي تحدثن عن حياة الطفلة المدرسية، لكنهن فضلن عدم ذكر أسمائهن. وأكدت المعلمات استعدادهن لتقديم الشهادة لدى هيئة التحقيق والادعاء العام والمحكمة الشرعية وما كانت تعانيه الطفلة طوال السنوات التي درست فيها بالمدرسة. وقلن: إن الطفلة منذ ثلاث سنوات كانت تعاني حالات شرود ذهني وخوف وهلع وتحضر للمدرسة دون ملابسها الداخلية، إضافة إلى عدم نظافتها وعدم الاستحمام لأكثر من شهرين. وأضفن أن بعض المعلمات كن يقمن بشراء طعام الفسحة لها من باب العطف عليها. ولما ظهرت علامات الضرب والكدمات علي جسدها وتزايد حالتها سوءاً قامت المرشدة الطلابية باستدعاء زوجة الأب وقامت بدراسة حالتها وحث زوجة الأب بالعناية بالطفلة. وعندما لم يتغير الوضع تم إبلاغ إدارة الإشراف التربوي بإدارة التربية والتعليم للبنات، وحضرت مشرفتان للمدرسة كتبتا تقريراً عن حالة الطفلة. كما قامت المعلمات بالاتصال بحقوق الإنسان في مكه وإبلاغهم عن حالة الطفلة. وعندما علمت زوجة الأب بهذه الإجراءات سحبت الطفلة من المدرسة وألحقتها بحلقات تحفيظ القرآن الكريم بحي العتيبية ولم يمض سوي شهرين ووافتها المنية. وتساءلت المعلمات عن قلب زوجة الأب التي لم تحافظ وترعي الطفلة اليتيمة التي كان الواجب عليها كسب الأجر والثواب برعايتها ومعرفة عظم أجر الإحسان لليتيم.