تبدو هذه الواقعة كإحدى الحكايات الدافئة في قلب الطبيعة، حين كشفت أنثى الفهد الصياد عن مكان الغزالة الوليدة، بعدما خبأتها أمها عن أعين الأعداء، وعلى الرغم من النهاية الحزينة، فقد أدرك الجميع أنها الطبيعة في الحياة البرية. وتروي صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الواقعة التي جمع خيوطها بالكاميرا، مرشد سياحة السفاري في براري إفريقيا، ماريو كروتيز، 30 عاماً، من مدينة "دوربان" في جنوب إفريقيا.
تقول الصحيفة: في محمية "سابي ساند جيم" بجنوب إفريقيا، وضعت غزالة وليدها، وخبأته تحت الحشائش لحمايته، وفجأة التقت أنثى الفهد الصياد الغزال الوليد، والذي لم يعرف بعد من العدو ومن الصديق في هذه الحياة البرية.
كان اللقاء لهواً ولعباً، فأنثى الفهد تبدو حريصة على مصاحبة الغزال الوليد وكأن نداء الأمومة استيقظ في أحشائها للحظات، وظلت بالفعل على مدى 45 دقيقة تداعب الوليد بقدميها، وقد نامت المخالب القاتلة، حتى أن الغزال حاول أن يرضع من ثدي القطة البرية.
لكن وفي لحظات الحقيقة القاسية: عادت أنثى الفهد إلى طبيعتها، وقررت إنهاء اللعبة، وفي لحظة ضربت أنثى الفهد الوليد وقتلته.
وحسب الصحيفة: كانت الغزالة الأم تراقب المشهد من بعيد وهي عاجزة، بلا حول ولا قوة، تشهد نهاية وليدها بقلبٍ حزين.
ويروي المرشد ماريو "كنت أقود سيارتي اللاند روفر في البراري، ومعي بعض السياح، حينما تلقيت محادثة على الهاتف، عن أنثى فهد مع غزال وليد، كانت الأم قد خبأته وفرت بعيداً للنجاة بحياتها وهي ترقب ما يحدث".
ويضيف ماريو "على مدى 12 عاماً قضيتها في البرية، هذه المرة الأولى التي أشهد فيها واقعة كهذه، حين وصلنا إلى موقع الحادث، شاهدنا بتعجب الصغير في أحضان أنثى الفهد، والذي كان يلعب ويلهو بل وحاول أن يرضع منها".
وعن النهاية الحزينة يقول "لقد تعجب الناس مما يشاهدونه، وأصيبوا بحزن شديد عندما قُتل الصغير، لكنهم أدركوا أنها الطبيعة في الحياة البرية".