باتت جنوب إفريقيا بفضل مزيجها العجيب من الأعراق والثقافات مكانا استثنائيا لطلاب السياحة في العالم، ومقصدا حيويا للراغبين في مشاهدة سحر الحياة البرية، إلى جانب فرص الترفيه المتميزة التي تكاملت مع مرافق وتسهيلات متكاملة وفرتها الدولة التي لم تتكل على جمال الطبيعة وحده في استقطاب هذا العدد الهائل من الزوار سنويا. مدينة الذهب.. جوهانسبرج هي أكبر مدن جنوب إفريقيا وأكثرها ازدهارا ونشاطا على المستوى التجاري والمالي والصناعي، وغالبا ما تسمى بمدينة الذهب الذي اكتشف فيها عام 1886، لكنها أيضا تشتهر بجمال طبيعتها حين تتساقط الأمطار على سلسلة جبال «ويتواترزراند» التي تحيط بها، فتجعل ضواحيها مشجرة وجوها معتدلا، وهي تشكل نقطة انطلاق مثالية للقيام برحلات السفاري المثيرة في البلاد، ومن هذه الضواحي قرية «جولد ريف سيتي» التي أعيد بناؤها على الطراز الفيكتوري لتتيح لزوارها فرصة النزول إلى أعماق منجم حقيقي ومشاهدة عمليات تعدين الذهب. أعجوبة الحياة البرية قد يتفق الكثيرون على اعتبار مدينة كيب تاون وما حولها من أجمل المناطق الساحلية في العالم، فهي مدينة فائقة الجمال تحيط بها مزارع خصبة وأرياف جميلة وجبال شامخة، وهي من أعرق وأجمل مدن جنوب إفريقيا بجبال «تيبول ماونتين» التي تشرف عليها ورمالها البيضاء التي تنتشر على شواطئها بأناقة. وتستقبل هذه المدينة الساحرة زوارها في المطار الدولي بزخات المطر البارد والمروج الخضراء التي تصطف بين جنبات الشوارع حتى قلب المدينة المليئة بالحركة والنشاط، ففيها المطاعم المتنوعة والأسواق والمجمعات التجارية والمقاهي والحدائق، بيد أن أبرز معالمها الشواطئ الكبيرة التي تتقاسم ضفتي المحيطين، الأطلسي والهندي، وهي مدينة عصرية لكنها لم تفرط بتراثها القديم، وهذا ما يدفع البحارة الذين يستقلون السفن الدولية إلى المكوث فيها كمحطة رئيسية على طريق رحلاتهم الطويلة. السفاري.. الخطر والإثارة جنوب إفريقيا واحدة من أهم الوجهات التي يقصدها الراغبون في رحلات سفاري مثيرة وخطيرة بفضل التنوع الكبير الذي تشهده محمياتها من الأحياء والحيوانات البرية المفترسة التي تتجول في أرجاء المنطقة وبين زوارها باطمئنان شديد! وقد يبدو التحرك في محمية كهذه مغامرة متهورة وغير محسوبة لولا أن هناك مرشدين مؤهلين يجيدون التعامل مع المواقف الصعبة ويتولون شرح طبيعة المنطقة للسياح الذي يفضلون غالبا متنزه كروجر الوطني الشهير، أو جارته محمية «سابي» التي تقع على ضفاف نهر سابي ساند وايلدتوين، وهي أقدم وأكبر المحميات الطبيعية الخاصة وتضم أكبر تشكيلة تنوع من المحمية البرية بالمقارنة مع أي محمية أخرى في إفريقيا، وتتيح سابي لزوارها مشاهدة تشكيلة مدهشة من الحياة البرية بما في ذلك الحيوانات المنتمية إلى أكبر خمس فصائل من الحياة البرية «الفهود، والأسود ووحيد القرن والفيلة والجواميس» والزواحف والطيور والبرمائيات التي تعيش في خضرة ونعيم!. وتتمتع محمية سابي ساند بشعبية واسعة لقربها من متنزه كروجر الوطني الذي يحوي شبكة طرق جيدة يبلغ طولها 3000 كم ما يجعل منه وجهة مثالية غير مكلفة لاستكشاف الحياة البرية نظرا إلى اشتماله على تسهيلات متنوعة للإقامة كالمخيمات الاقتصادية والمرافق الأساسية، أما الجولات بالسيارات فهي تجربة فريدة ممتعة وتتم باستخدام سيارات سفاري مكشوفة بمرافقة مرشدين وقصاصي أثر متمرسين. للعائلة نصيب أيضا توفر مدينة «صن سيتي» السياحية تشكيلة ممتازة من الأنشطة الترفيهية مثل ركوب الأمواج، وتوفر العديد من المقاهي والمطاعم الفخمة في المناطق الراقية، أما في «سايمونز تاون» فيتمتع الزائر بمشاهدة الحيتان والدلافين وحشود البطريق العائدة إلى الشواطئ من رحلتها البحرية اليومية لصيد طعامها من الأسماك، كما تزخر منطقتا كورنيش «فيكتوريا أند الفريد» و«كلوف ستريد» بأماكن التزلج الشراعي وركوب زوارق الكاياك الرفيعة والغوص في المياه العميقة وصيد الأسماك. وتكتظ «روزبانك» بالكثير من مراكز التسوق والمتاجر، وتباع في السوق الشعبية المنتجات الحرفية اليدوية والفنية الإفريقية .