شنّ الكاتب محمّد الهويمل، هجوماً حاداً على الإعلام والتعليم في السعودية؛ لأنهما – على حد قوله – اختصرا الملك عبد العزيز في السيف، وتجاهلا جوانب إيجابية أخرى، يمكن أن تشكّل صورةً متكاملةً، تليق بهذا الرمز الكبير. ورأى الهويمل – في حلقةٍ من برنامج "قال الكاتب" بُثت، الليلة الماضية، على قناة دليل الفضائية - أن الإعلام الاجتماعي هو الآخر صفّ إلى جانب الإعلام الرسمي والتعليم، ولم يعد يتحدث إلا عن معارك الملك عبد العزيز، وانتصاراته، وعن سيفه، وقوته، وشجاعته، وكلها – كما يقرّر الهويمل – صفات عامة تصدق على العادل والظالم، وعلى صاحب الحقّ وصاحب الباطل، مشيراً – في السياق نفسه – إلى اختصار الإعلام الاجتماعي الملك عبد العزيز في أوصافِ وألقاب محدّدة، كصقر الجزيرة، والبطل، وتجافيه عن صفات أخرى أشمل وأهمّ كالمجدّد، والإمام، والموحّد، والمؤسّس.
وحذّر الهويمل في آخر الحلقة من أن يتلقى الجيل الجديد الرسالة خاطئة، فيربط بين مشروع التوحيد والعنف، وتصبح المعاني السامية في تفكيرهم مرتبطةً بهذا الأسلوب، في حين يمكن أن نعزّز سمة الحوار عند الملك عبد العزيز، وسمة التديّن، وسمة الشورى، وكلها كان لها دورٌ مهمٌ في بناء هذا الصرح الكبير.
وفي مداخلةٍ هاتفيةٍ اتفق د.عبد الله المنيف – عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود – مع الهويمل، ورأى أن الملك عبد العزيز قام بأدوارٍ كبيرة، منها طباعة الكتب وتوزيعها، في مراحل ثلاث، هي: الهند، ومصر، والشام، متسائلاً عن السرّ الذي يكمن خلف المصادر غير الأصيلة التي يعتمد عليها معدو المناهج التعليمية في تقديمهم صورة الملك عبد العزيز.
وفي مداخلة أكثر جرأةً اتفق د. محمد آل زلفة (عضو مجلس الشورى سابقاً) مع ما طرحه الهويمل، وفجّر قنبلةً من العيار الثقيل، حين قال: "لو لم ييسّر الله لنا رجالاً مخلصين من الأشقاء العرب الذين عملوا مع الملك عبد العزيز؛ لضاع جزءٌ كبيرٌ من تاريخه" مشيراً إلى حافظ وهبة الذي ألف عن الملك عبد العزيز كتابين مهمّين، ومسجلا استنكاره لمنع هذين الكتابين من التداول محلياً قبل زمن.
وأكّد آل زلفة – من خلال تجربة خاصة - أنّ طلبة الجامعة لا يُحسنون الحديث إلا عن قوة الملك عبد العزيز، وانتصاراته، ولا يعرفون، أو لا يتعاطون، مع الجوانب الإنسانية الأخرى في شخصيته، داعياً دارة الملك عبد العزيز إلى أن تقوم بدورٍ مهمٍ في هذا الاتجاه، دون أن تمارس الوصاية على تاريخ هذا الرمز الكبير.