قضى "راكان"، أو ما يُعرف ب"ضحية الخطأ الطبي" كما تقول والدته، ست سنوات بلا حراك، رغم ابتسامته العريضة. تقول والدة راكان: "الوحدة قتلت ابني المعاق؛ فهو لا يقوى على الحراك، ولا يلاحق أقرانه الصغار، قرينه الكرسي فقط، والمتسبب في إعاقته يمشي على الأرض مرحاً". وتساءلت: "من يقتص لي؟ من يأخذ بحق راكان؟ بعد أن تسببت في إعاقته طبيبة لا تعرف من الإنسانية سوى اسمها". حكاية راكان المري (6 سنوات) بدأت عندما ذهبت والدته أثناء حملها في شهرها السادس إلى مستشفى خاص بالدمام من أجل عارض بسيط ألمّ بها؛ لتتلقفها طبيبة مقيمة وتُخرج جنينها بسرعة وبقوة، على حد قول الأم، دون سبب يدعو إلى ذلك؛ الأمر الذي خلَّف إعاقة مستديمة له. وتروي أم راكان بمرارة وحزن ل"سبق": "القدر قادني إلى مستشفى خاص من أجل الاطمئنان على جنيني، وهناك سارعت الطبيبة المصرية (ن.ع) إلى تنويمي على سرير جانبي، لا توجد حوله أي أجهزة متعلقة بالولادة، بعد أن علمت بحملي، ودون كشف أو أشعة، وأجبرتني على أخذ طلق صناعي، علماً بأن الجنين في الشهر السادس، وليس هناك خطر عليه؛ لأنجب في الحال، وسط وضع صحي سيئ للغاية". وأضافت أم راكان "بعدما أحست الطبيبة بخطورة الموقف طلبت من المستشفى استدعاء طبيبة من مستشفى أرامكو، وبالفعل حضرت استشارية أمريكية، وصُعقت من المشهد المأساوي لي ولابني؛ فتم نقلي فوراً إلى مستشفى أرامكو، وبعد فترة تبين إصابة راكان بإعاقة حركية نتيجة طريقة التوليد المستعجلة والخاطئة من الطبيبة". وكشفت أم راكان أنها تقدمت بشكوى لدى الهيئة الطبية الشرعية، وإلى الآن لم يتم البت في دعواها، وأبدت في الوقت ذاته خوفها من صحة الأخبار القادمة من داخل المستشفى حول قرب سفر الطبيبة إلى بلادها للتملص من القضية، على حد قولها. وناشدت الأم المكلومة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة القصاص من المتسبب في إعاقة راكان وحرمانه من الحركة، مطالبة بتحميل المستشفى تكاليف علاجه؛ لأنه اغتال طفولته، وجعله أسير المنزل ستة أعوام مضت. من جانبه أوضح المحامي مشعل الشريف أن حالة راكان المري تدعو إلى الشفقة، مشيراً إلى أن المرافعة ضد الطبيبة ما زالت جارية، وهي منظورة لدى الهيئة الطبية الشرعية في المنطقة الشرقية.