عقب انتظار دام خمسة أعوام لتحقيق حلم زوجين في عقدهما الثالث بإنجاب طفل، وتكبدهما إنفاق 300 ألف ريال لجعل الأمر واقعاً مقابل ثماني عمليات للإنجاب بواسطة الأنابيب، أنهى قسم طوارئ مستشفى حكومي في مكةالمكرمة (تحتفظ «عكاظ» باسمه) حياة طفلي أنابيب، فيما نجت أمهما من الموت عقب تدخل إدارة المستشفى لاحتواء المشكلة، بعد 11 ساعة من الألم بحجة انتظار سرير شاغر لمتابعة حالتها. وكانت زوجة المواطن إبراهيم معتوق أجرت عمليات متتالية للحمل بواسطة الأنابيب، الأمر الذي أثمرت نتائجه أخيراً بحملها توأما، لكن آلاماً مفاجئة أحست بها الزوجة عقب أربعة أشهر من الحمل، دفع الزوج لحملها إلى المستشفى. وأوضح إبراهيم أنه كان حائراً بين تهدئة زوجته التي كانت تئن من الألم، وبين بقع الدم المتناثرة على جسدها فوق مقعد سيارته، لكن ذلك لم يشفع له عند موظفي الاستقبال في المستشفى الذين رفضوا استقبال زوجته بحجة عدم وجود سرير شاغر. وأردف «بعد إلحاح مني على مقابلة طبيبة مختصة، سمح لنا بالدخول عليها، إذ كشفت عليها وأقنعتها بالعودة إلى المنزل لساعات، ومن ثم العودة إلى مراجعة العيادة في وقت لاحق». واسترسل أنه بعد ثلاث ساعات عاودت الآلام زوجته واضطر للعودة إلى المستشفى، مضيفاً «قبيل وصولي إلى المستشفى، أسقطت زوجتي الجنين الأول، ورغم وضعها السيئ فإن استقبالها لم يكن بأحسن حال من المرة السابقة، إذ أمن الموظفون كرسيا متحركا لها بعد موجة صراخ انتابتني، وأدخلوها إلى الطوارئ، لكنها أسقطت الجنين الآخر، ودخلت في نزيف حاد دون تدخل طبي جاد». وخلص إلى أن حالة اللامبالاة التي عانت منها زوجته، دفعته للاستعانة بمدير المستشفى الذي أمر بسرعة إدخالها إلى غرفة العمليات، ومطالبته بفتح تحقيق عاجل لكشف المتسبب في تدهور حالة زوجته وفقدانها جنينيها. من جهته أوضح ل «عكاظ» مدير المستشفى الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه أشرف بشكل شخصي على حالة المريضة عقب تلقيه شكوى من زوجها، وفتح تحقيقاً عاجلا مع الموظفين المتسببين في ذلك، مضيفاً «سأتابع سير التحقيقات حتى يأخذ الزوجان حقهما كاملا، ولن نقبل بالتهاون أياً كان مصدره».