كان تحذيراً مفجعاً ومفزعاً ذلك الذي وجهه الأطباء إلى ليان شيلد عندما أخبروها بأن مواصلة الحمل تعني ولادة طفل يعاني من إعاقات خطيرة. فقد أثبت الكشف الطبي أن جنينها لا ينمو داخل رحمها بصورة طبيعية نتيجة لإخفاق المشيمة في إمداده بالتغذية الكافية - بيد أن هذه التحذيرات كانت في الأسبوع العشرين من الحمل مما دفع الأم إلى أن تعقد العزم على إتاحة الفرصة للجنين لكي يرى النور. وبعد تسعة أسابيع، وافقت ليان على الخضوع لعملية ولادة قيصرية بعدما قال لها الأطباء إن نبض الجنين أصبح ضعيفاً. وهكذا خرج ماكينزي إلى الحياة حيث كان وزنه لحظة ولادته لا يتجاوز رطلاً واحداً وست أوقيات. ومرة أخرى لم يبد الأطباء تفاؤلاً إزاء بقائه على قيد الحياة بعد الولادة حيث أشارت تقديراتهم إلى أن فرص بقائه حياً تبلغ ما نسبته 50٪ فقط. إلا أنه وبعد أن أمضى في المستشفى عشرة أسابيع، منها سبعة أسابيع في الحضَّانة، تم السماح له بالخروج من المستشفى. وفي يوم الناس هذا، وبعد أن بلغ ماكينزي عاماً من العمر، أصبح هذا المكافح الصغير بمثابة لوحة تتجلى فيها روعة العافية وأضحى رمزاً للصحة إثر الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لميلاده. وفي هذا السياق تحدثت أمه ليان التي يبلغ عمرها 22 عاماً وتقيم في باسيلدون بمنطقة إسكس مع زوجها ريتشارد توملين وهو عامل يبلغ من العمر 24 عاماً؛ حيث قالت: "إنني لا ألوم الأطباء. فمن واجبهم أن يحذروا الناس؛ إلا أنني في غاية السعادة لأني لم أجهض الحمل. إنه صغير رائع وهو على ما يرام." يشار إلى أن الحمل كان يسير بصورة طبيعية حتى أسبوعه العشرين عندما لاحظ الأطباء في مستشفى باسيلدون أثناء الكشف الطبي الدوري أن نمو ماكينزي لم يكن يسير بالمعدل المطلوب. لذا فقد أحيلت ليان إلى مستشفى كلية الملك في لندن حيث أفيدت بأن ساقي الجنين وذراعيه أقصر مما ينبغي وبالتالي يتعين عليها الخضوع لاختبارات طبية للكشف على الغشاء الجنيني لتحديد ما إذا كان الجنين يعاني من متلازمة داون. وقد ردت عليهم ليان بقولها: "أخبرتهم بأنني لا أريد الخضوع للكشف أياً كان المرض الذي يعاني منه الجنين. سوف أستمر في الحمل؛ فحددوا لي موعداً آخر بعد أربعة أسابيع وأجروا لي كشفاً بالموجات فوق الصوتية أو فوق السمعية. ومن واقعها يمكن رؤية جزء صغير من المشيمة وهو يتحول إلى هلام ولا يحصل الجنين على ما يكفي من تغذية ولم يكن ينمو بصورة سليمة فطلبوا مني إذا ما كنت أرغب في إنهاء الحمل – مشيرين إلى أن الجنين إذا قدر له أن يولد ويبقى حياً فإنه سيكون مصاباً بإعاقة دائمة وسوف يتأثر مستوى حياته تبعاً لذلك." وأردفت تقول: "لم يكن هنالك أي خيار آخر وارد في ذهني – ذلك أنني قررت عدم إجهاض الحمل وريتشارد وافقني على ذلك. إنه جنينا وسوف نتيح له كل فرصة ممكنة للحياة." كانت ليان تخضع بصفة دورية منتظمة للكشف الطبقي بالأشعة المقطعية إلا أنه عندما وصل الحمل بجنينها إلى أسبوعه التاسع والعشرين تم إخطارها بأن احتمالات فرص حياته تساوي احتمالات فرص مماته. وقالت في هذا الخصوص: "في تلك الليلة ذهبت إلى مستشفى باسيلدون لرصد ومراقبة ضربات قلب الجنين فأخبروني بحدوث هبوط فيها. وطلبوا مني إذا كنت أريد أن أضع حداً للحمل لأن نمو الجنين قد توقف. فقلت لهم إنني أرغب في استمرار الحمل. وقد ولدت ماكينزي ولم أكن أدري أنه يتنفس أم لا وقد أخذوه إلى وحدة العناية المركزة. " ظلت ليان وزوجها ريتشارد يراقبان ابنهما ويسهران على تعهده بالرعاية الحقة حيث كان هزيلاً بالغ الهزال ويعاني من سوء التغذية. وقد استجاب للعلاج وتم إخراجه إلى المنزل حيث احتفى به والداه واحتفلا بالذكرى السنوية الأولى لولادته. أما جيل والدة ليان والتي يبلغ عمرها 41 عاماً فقد تحدثت قائلةً: "لقد كان الوضع مؤلماً لكن ليان وريتشارد تحليا بالقدر اللازم من الشجاعة والجلد. لقد كانا مذهلين حقاً. والآن فإن من المدهش أن نرى ماكينزي وهو يتمتع بصحة جيدة." ليان تقبل بفخر طفلها المعجزة وهو في سن عام