أعربت الاتحادات والجمعيات الاسلامية في اسبانيا عن رفضها الشديد لاطلاق احد الملاهي اسم (مكة) على مبناه وتصميمه على شكل مسجد لما يحمله هذا الاسم من معان دينية مقدسة لدى المسلمين لاسيما مع تزامنه مع شهر رمضان المبارك. وقال مسؤولان في الجالية الاسلامية في اسبانيا لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان هذه التسمية احدثت ردود فعل غاضبة في الاوساط الاسلامية في اسبانيا ومختلف انحاء العالم" داعين الجهات المعنية الى "التدخل لمنع هذه الاساءات الى احد الاديان السماوية الثلاثة ". من جهته ذكر رئيس الاتحاد الاسباني للهيئات الدينية الاسلامية (فيري) منير بن جلون الاندلسي "ان معالجة هذا الامر تحتاج الى روية واناة وصبر والى احترام القوانين المحلية ومراعاتها حرصا على التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في البلاد" محذرا في ذات الوقت من الاثارة الاعلامية للعنف والتطرف الامر الذي سينعكس سلبا على الجاليات الاسلامية في اوروبا. واوضح الاندلسي "ان اتحاد الهيئات الاسلامية اوكل هذه القضية الى احد المحامين للنظر في ابعادها وامكانية الوصول الى الحل المناسب للخروج منها" مشيرا الى ان " هذا الامر يتميز بصعوبة كبيرة في المستوى القانوني وذلك لان التشريعات الاسبانية لا تنطوي على قوانين تحظر مثل هذا الامر لذا فإن القضاء ليس مخولا وفقا لذلك بالنظر في هذه المسألة بحكم القوانين المتبعة". كما اشار الى ان المنظمات والجميعات الاسلامية " لم تصدر حتى الان اي بيان رسمي ردا على هذا الامر وذلك لتفادي التحريض الاعلامي للعنف الذي يثار غالبا في مثل هذه الحالات للنيل من صورة الاسلام والمسلمين في البلدان الغربية وحرصا على سلامة الجاليات الاسلامية" مؤكدا "ان المنظمات الاسلامية في اسبانيا تكرس نفسها لرعاية المسلمين وخدمة مصالحهم وحماية مقدساتهم والتأكيد على وحدتهم وسلامتهم". يذكر ان التصميم الهندسي للمركز الترفيهي والملهى المسمى ب ( ديسكوتيا لا ميكا) الذي افتتح في بلدة (اغيلاس) في منتصف يوليو من العام الجاري هو على شكل مسجد وله مئذنة وقباب على نفس طراز المساجد الاسلامية كافة وهو ما ثار سخط المسلمين. وفي السياق ذاته ذكر الاندلسي "ان بلدية (اغيلاس) تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية وذلك لمنحها رخصة افتتاح الملهى تحت هذا الاسم الذي يحمل دلالات دينية مقدسة بالنسبة للمسلمين دون تدقيق" مشيرا الى ان "الاتحاد الاسلامي سيرفع الامر الى القضاء في حال لم يتم حل الامر بالتفاهم والحوار". من جهته ذكر الناطق باسم (الجمعية الاسلامية في قرطبة) محمد الاسكوديرو "ان تسمية الملهى باسم اسلامي مقدس فيه اساءة كبيرة للمسلمين ويثير غضبهم ويجرح مشاعرهم" مضيفا "قد يكون اختيار هذه التسمية لناد ليلي ناجم عن جهل اصحاب الملهى بقدسية هذا الاسم ودلالته المقدسة عند المسلمين ". وحذر الاسكوديرو من مغبة استخدام العنف في الرد على هذه التسمية "لأن العنف لن يضمن تغيير اسم الملهى وانما على العكس سيؤدي الى تأجيج موجة مضادة من العنف ضد المسلمين في المنطقة وغيرها من المناطق المجاورة". كما ذكر "ان الجمعيات والمنظمات الاسبانية ستلجأ الى كافة الوسائل الانسانية والاخلاقية والدبلوماسية من اجل ايجاد الحل الذي يرضي المسلمين دون اثارة الفوضى والغضب والعنف". يذكر ان كلمة (مكة) في اللغة الاسبانية اصطلح عليها ب (راي) وتعني المكان الذي يستقطب الناس لكونه مركزا يبلغ فيه نشاط ما ذروته وان هذه التسمية القاموسية هي من وجهة نظر لغوية صرفة لا تتضمن دلالات دينية.