اختلف مهرجان "ربيع الرياض الثامن"، مساء أمس الأحد، عن باقي أيامه، عندما حملت سماء المهرجان سحاباً ثقالاً أخرجت ما في بطونها من "مزات"، أحدثت جَلبَة رائعة في المكان؛ أبهجت 34 ألف زائرٍ من العائلات؛ رفض معظمهم مغادرة المكان. ودفعت هذه الأجواء الربيعية الخلابة، الزائرين إلى الاستمتاع بفعاليات مهرجان ربيع الرياض المختلفة، حيث واصل المهرجان برامجه بعد أن خفّ المطر من انهماره، ليغصّ المكان بمرتاديه من المواطنين والمقيمين. من جهته، وصف أحد المقيمين في المملكة من الجنسية العربية، الأجواء الممطرة التي شهدها المهرجان بالممتعة والمشوقة، موضحاً أنه حضر للمهرجان مصطحباً زوجته وطفلته، للاسترخاء بين عبق الزهور والورد، والترويح عن النفس في هذه الأجواء الطبيعية من ضغوط وأعمال الحياة اليومية. وأكد مقيم عربي آخر، حرصه على زيارة مهرجان ربيع الرياض منذ أربعة أعوام مع أسرته، وذلك من منطلق اهتمامه وعمله كمزارع في إحدى المزارع الخاصّة بالمملكة، إلى جانب إعجابه بلغة الزهور التي تجمع البشر ولا تفرقهم - على حد وصفه -. وقال مقيم من الهند، يعمل مهندساً في إحدى الشركات الوطنية بالمملكة، إنه جاء مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى مهرجان ربيع الرياض، للاستمتاع برؤية الورد والزهور، حيث إنه من عشاق الورد، مشيراً إلى أن منزله يضم أحواضاً زراعية مختلفة لعددٍ من الورود الحولية التي تمنح المكان جمالاً وبهجة. واستثمر الكثير من الزوّار بعد صفاء أجواء المهرجان في التمعن أكثر بخبرات خمس جهات حكومية ذات علاقة بزراعة الورد، وهي: جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، حيث عرضت أمام الجميع 60 ألف وردة بأشكالها وألوانها المختلفة، وتجاربها في مجال زراعتها، في حين قدمت الهيئة الملكية للجبيل وينبع نماذج مصوّرة لمهرجانات الورد التي أقامتها على مدى 14 عاماً. وبرز من فعاليات مهرجان ربيع الرياض، جناح حديقة الحيوانات بالرياض، الذي قدّم 26 نوعاً من الحيوانات والطيور، منها 12 نوعاً حيّاً، والباقي محنّط، يعود موطنها الأصلي إلى قارات إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، وشرق آسيا، بينما تفاعل الزوّار مع محتويات هذا الجناح، خاصةً طيور الببغاوات "الكوكاتو كوريلا، والأمازون، والمكاو، والأكليكتس، والألكسندرين، واللوري، والرمادي الإفريقي، والأخضر"، إضافة إلى الورل، وأفاعي الأصلة السجادية، والبورمية، والكوبرا. واهتم أرباب الأسر، بصفةٍ عامة بالعروض المختلفة التي قدمتها 12 شركة زراعية عن تصاميم الحدائق المنزلية، وزراعة الأحواض، إضافة إلى خبراتها في تصميم الجلسات الخاصة بالحدائق الداخلية للمنازل، وكيفية زراعة الورد واختيار التربة المناسبة له، ونباتات الزينة، والتشجير.
وتركز نقاش معظم الزوّار والزائرات على تصميم حدائق الفلل، وكيفية المحافظة على بعض أنواعها في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.