: منح اعتدال الأجواء في الرياض اليومين الماضيين المعوقين والأطفال وكبار السن فرصة الفرح ب "ربيع الرياض"، إذ تفاعلوا كثيراً مع ما يعرض من فقرات ضمن المهرجان. وشهد المهرجان أمس حضور 34 ألف زائر. وقدم جناح حديقة الحيوانات في الرياض 26 نوعا من الحيوانات والطيور، منها 12 نوعا حيا، والباقي محنط، يعود موطنها الأصلي إلى قارات إفريقيا، أمريكا الجنوبية، أستراليا، وشرق آسيا. وتفاعل الزوار مع محتويات الجناح، خاصة طيور الببغاء "الكوكاتو كوريلا، الأمازون، المكاو، الأكليكتس، الألكسندرين، اللوري، الرمادي الإفريقي، والأخضر"، إضافة إلى الورل، وأفاعي الأصلة السجادية، والبورمية، والكوبرا. واستثمر العديد من الزوار صفاء أجواء المهرجان بعد زخات المطر، في التمعن أكثر في خبرات خمس جهات حكومية ذات علاقة بزراعة الورد، وهي: جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض، حيث عرضوا أمام الجميع 60 ألف وردة بأشكالها وألوانها المختلفة، وتجاربهم في مجال زراعتها. وقدمت الهيئة الملكية للجبيل وينبع نماذج مصورة لمهرجانات الورد التي أقامتها على مدى 14 عاماً، فيما خصصت الهيئة السعودية للحياة الفطرية جناحها لتقديم نماذج عن دورها في حماية البيئة والثروة الحيوانية. واهتم أرباب الأسر، بصفة عامة بالعروض المختلفة التي قدمتها 12 شركة زراعية عن تصاميم الحدائق المنزلية، وزراعة الأحواض، إضافة إلى خبراتها في تصميم الجلسات الخاصة بالحدائق الداخلية للمنازل، وكيفية زراعة الورد واختيار التربة المناسبة له، ونباتات الزينة، والتشجير. وتركز نقاش معظم الزوار والزائرات على تصميم حدائق الفلل، وكيفية المحافظة على بعض أنواعها في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، إلى جانب السؤال عن كيفية زراعة الزهور داخل الشقق. أما الأطفال فقد ارتبطوا مع أمهاتهم كثيراً بمسرح الطفل، متفاعلين مع ما يقدم من فقرات ترفيهية متنوعة تخاطب عقلية الطفل، وتلبي رغباته من خلال المشاهد الكوميدية الهادفة، والمسابقات التوعوية التي تمنح العديد من الجوائز، إضافة إلى الجناح المخصّص للألعاب الإلكترونية والعروض المرئية، وكذلك جناح اكتشاف مهارات الأطفال في الرسم والتلوين الذي يشرف عليه أساتذة في التربية الفنية، وعروض الدمى والمهرجين التي تردد الأهازيج جائلة بين أركان وأجنحة المهرجان. من جهته، وصف أحد الزائرين - بحسب الاقتصادية - الأجواء الممطرة التي شهدها المهرجان بالماتعة والمشوقة، موضحاً أنه حضر للمهرجان مصطحباً زوجته وطفلته، للاسترخاء بين عبق الزهور والورد، والترويح عن النفس في هذه الأجواء الطبيعية من ضغوط الحياة اليومية. وأكد زائر آخر، حرصه على زيارة مهرجان ربيع الرياض منذ أربعة أعوام مع أسرته، وذلك من منطلق اهتمامه وعمله كمزارع في إحدى المزارع الخاصة في المملكة، إلى جانب إعجابه بلغة الزهور الجميلة التي تجمع البشر ولا تفرقهم "على حد وصفه"، وتخفف بألوانها الجذابة من تفكير الإنسان في أعباء الدنيا. وأكد زائرو المهرجان أن المطر الذي هطل على العاصمة لم يمنعهم من مواصلة بحثهم عن أنواع أخرى من الورد، ومعرفة كيفية زراعتها في الأحواض المخصصة لها ليزينوا بها منازلهم.