اختلف مهرجان “ربيع الرياض الثامن” البارحة الأولى عن باقي أيامه،عندما عبرت سماء المهرجان سحاب ثقال أخرجت ما في بطونها من المزن، لتحدث جَلبَة رائعة في المكان أبهجت سريرة 34 ألف زائر من العائلات الذين رفض معظمهم أن يبرح المكان، بغية أن تغمرهم زخات المطر بالفرح والطمأنينة التي طالما اشتاقوا إليها بعد غبرة الأجواء التي شهدتها الرياض طيلة الأيام الماضية. ولم تكن مشاعر فرحة المطر مقتصرة على مرتادي مهرجان ربيع الرياض،بل كان للأرض ونباتها نصيب منها، حيث فاحت رائحة المطر من أرض المهرجان، وداعبت قطرات المطر الناعمة أوراق الورد، فأزدانت ألوانها بريقاً،وملأت المكان بشذاها، بينما ازدادت المسطحات الخضراء من حولها أخضراراً سُرّت به أعين الزوار، ونال الأطفال منها السرور. ودفعت هذه الأجواء الربيعية الخلابة،الزائرين إلى الاستمتاع بفعاليات مهرجان ربيع الرياض المختلفة،حيث واصل المهرجان برامجه بعد أن خفّ المطر من انهماره،ليغصّ المكان بمرتاديه من المواطنين والمقيمين، وترتسم الفرحة على محيّا الجميع. واستثمر الكثير من الزوار صفاء أجواء المهرجان بعد الأمطار المُنعشة،في التمعن أكثر بخبرات خمس جهات حكومية ذات علاقة بزراعة الورود،وهي جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، حيث عرضوا أمام الجميع 60 ألف وردة بأشكالها وألوانها المختلفة، وتجاربهم في مجال زراعتها، في حين قدمت الهيئة الملكية للجبيل وينبع نماذج مصورة لمهرجانات الورود التي اقامتها على مدى 14 عاماً، فيما خصّصت الهيئة السعودية للحياة الفطرية جناحها لتقديم نماذج عن دورها في حماية البيئة والثروة الحيوانية. وبرز من فعاليات مهرجان ربيع الرياض، جناح حديقة الحيوانات بالرياض، الذي قدم 26 نوعاً من الحيوانات والطيور، منها 12 نوعاً حياً، والباقي محنّط، يعود موطنها الأصلي إلى قارات أفريقيا،وأمريكا الجنوبية،وأستراليا، وشرق آسيا، بينما تفاعل الزوار مع محتويات هذا الجناح، خاصة طيور الببغاوات “الكوكاتو كوريلا، والأمازون، والمكاو، والأكليكتس، والألكسندرين، واللوري، والرمادي الأفريقي، والأخضر”، بالإضافة إلى الورل،وأفاعي الأصلة السجادية، والبورمية، والكوبرا. واهتم أرباب الأسر، بصفة عامة بالعروض المختلفة التي قدمتها 12 شركة زراعية عن تصاميم الحدائق المنزلية، وزراعة الأحواض، إضافة إلى خبراتها في تصميم الجلسات الخاصة بالحدائق الداخلية للمنازل، وكيفية زراعة الورد واختيار التربة المناسبة له، ونباتات الزينة، والتشجير، وتركز نقاش معظم الزوار والزائرات على تصميم حدائق الفلل، وكيفية المحافظة على بعض أنواعها في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، إلى جانب السؤال عن كيفية زراعة الزهور داخل الشقق.