أكّد المبتعثون السعوديون بالولايات المتحدة، تمسُّكهم بالقيم والثوابت الإسلامية التي نشأوا عليها، وأنهم سافروا لهدفٍ واحدٍ وهو تحصيل العلم، الذي ينفع وطنهم وأهلهم، مشيرين إلى احترام المجتمع الأمريكي لهم بسبب تمسك المُبتعثين بدينهم وعقيدتهم وحب وطنهم، وأن السعودية ستستفيد كثيراً من هذا الجيل، رافضين في الوقت نفسه، الأصوات التي تحاول تشويه صورتهم، بسبب بعض المخالفات الفردية، مطالبين بألا تعمم هذه المخالفات الفردية ، وألا يتم استخدامها لتشويه جهود حوالي 200 ألف مُبتعث. جاءت تصريحات المُبتعثين في فيديو بثّه المُبتعث معتز الجفري، على موقع "يو تيوب". والفيديو الذي تبلغ مدته 4 دقائق، جاء في شكلٍ وثائقي، تحت عنوان "كواليس مُبتعث"، وتشير كلمة "كواليس" إلى ما لا يعلمه عامة الناس عن حياة هذا المُبتعث السعودي ، وتم تصويره في مدينة "ميامي" بولاية "فلوريدا" الأمريكية، من إخراج المُبتعث المعتز الجفري. ويبدأ الشريط بشخصٍ يمارس لعبة الفيديو، ثم ينهض ليصيح " جوووووول"، فيدخل عليه صديقه طالباً منه أن يخفض صوته، ثم يسأله صديقه عن الدراسة في الجامعة بأمريكا، فيرد عليه صديقه بأن والده لن يوافق ويبرّر ذلك بقوله "زي ما أنت شايف، سمعة المُبتعثين وكده"، في إشارة إلى الصورة الخطأ التي تكوّنت لدى البعض عن المُبتعث، ومبعثها بعض المخالفات الفردية. ولهذا ينتقل الفيلم إلى المُبتعث عبد العزيز العنقري، والذي يرى أن ما يحدث من المُبتعث، يعتمد عليه وعلى شخصيته وتربيته، ويقول "أنا أشوف أنه على حسب الشخص نفسه، لو واحد نيته الدراسة، وتحطه في أكثر بلد فيها لعب، حيدرس، ولو واحد نيته ما يدرس وتحطه في بلد اخر ، ما راح يدرس"، ويضيف "هذا شيء من المتعلم نفسه". وفي الفيلم يؤكّد المُبتعث المعتز الجفري اعتزاز المُبتعثين بالثوابت التي نشأوا عليها ويقول "الحمد لله، تربينا على قيم وثوابت، وتمسكنا بها، وما لقينا أي صعوبة في التعامل مع المجتمع الغربي، خاصة في المجتمع اللي ما يتدخل في شؤونك، بالعكس أحسسنا أن (هذا المجتمع الغربي) يدعمنا بالمساعدة، رغم أن الطلبة من جميع الدول، إلا انه كان عندنا هدف واحد، هو طلب العلم". ويضيف الجفري "في الحقيقة، الكثير منا أول وصوله كان يحاول يدور على المراكز الإسلامية، عشان يؤدي الفرائض بأمان". ويؤكد الجفري احترام المجتمع الأمريكي للمُبتعثين، ويفسر ذلك قائلاً "أكثر شيء لاحظناه، احترام الأمريكان لنا، كلما احترمنا ديننا ووطننا"، ويضيف "لاحظنا سلوكيات الإسلام تطبق بدقة لدى الشعب الأمريكي، مثل احترام النظام وعدم التأخير بالمعاملات، والتعامل بأمانة، وما فيه تفرقة بين الناس". ويرصد الجفري القيم التي تعلّمها المُبتعثون من المجتمعات الغربية، ويقول" تعلمنا الادخار، وعدم الإسراف والاعتماد على النفس، وعدم التدخل فيما لا يعنينا، البساطة في المأكل والمشرب واحترام الرأي الآخر". ويؤكّد الجفري تفوق المُبتعثين ويقول "الشيء الجميل، أنه ما يمر شهر أو شهران، إلا وتكتشف الجامعات الأمريكية بين طلابها، طالباً أو طالبة، مفكراً أو قيادياً بارزاً، ومن الأشياء التي لاحظها الأساتذة عن الطلبة السعوديين: تعلمهم السريع وتفوقهم، وحصولهم على أعلى الدرجات". وفي مقابل هذه الصورة التي يقدمها الجفري عن الوضع الحقيقي للمُبتعث في الغربة، يرصد عبد العزيز العنقري الصورة المشوّهة للمُبتعث داخل السعودية ويقول "خاصة في السعودية، أول ما يسمعون كلمة مُبتعث أو مُبتعثة وخاصة مُبتعثة، ياجي في بالهم، أنه رايح يلعب، ونادراً ما يقول يقول: ما شاء الله عليه أو عليها، رايحة تدرس". ويرفض العنقري تحميل 200 ألف مُبتعث أخطاءً فردية، من مُبتعث هنا أو هناك، يقول العنقري "إن عدد المُبتعثين، 200 ألف، ولا يصح أن تعمم مخالفات البعض على جميع المُبتعثين". ويضيف "صح، فيه بعض المُبتعثين يقعون في اخطاء ، ولا شاطرين، لكن فيه ناس جدا متميزون، ودرجاتهم كاملة، وهدفهم الدراسة قبل اللعب". "فإذا شخص أو شخصان يسووا شيء غلط، ما معناه إن ال 100 أو 200 ألف مُبتعث مو كويسين، لا، غلط إن الواحد يعمم". ثم يتوجّه العنقري برسالته إلى أهله وإخوته في المملكة قائلاً "حسب تجربتي في أمريكا، شفت كثير ناس نشطاء، هدفهم الدراسة وآخر ما يأتي في بالهم اللعب، ويبغون يرفعون رأس أهلكم ودولتكم، وهذا الجيل خاصة، إن شاء الله السعودية ستستفيد منه". ولاقى الفيديو استحسان المشاهدين، وأغلبيتهم مبتعثون، يقول المشاهد عبد الله "ما شاء الله عليكم، والله يجزاكم خير، والفكرة مرة حلوة وان شاء الله توصل لأكبر عدد عشان يعرفون أننا في الحقيقة رايحين ندرس وإن الأقلية هم اللي يلعبون، بس للأسف الشر يعم والخير يخص، والله يوفق الجميع يا رب". فيما طالب المشاهد وحيد بذكر عشرات الطلاب والنماذج السعودية المتفوقة، من أجل التأكيد على كفاح هؤلاء وصورتهم في الغرب، حتى يشعر بها السعودي بالداخل، يقول وحيد " لجعل المقطع أكثر تأثيراً في تحسين الصورة للمُبتعثين , أعتقد أن ذكر أسماء الطلاب المبدعين الذين أنجزوا ما لم ينجزه غيرهم من الأجانب دليل قاطع وأكثر تأثيراً لأي شخص مشكك في أخلاقيات المُبتعثين بوجه عام".
ويضيف وحيد "الإنجازات المسجلة للطلبة السعوديين بالعشرات، فسردها أفضل من ذكر أن الطلبة المبتعثين فيه منهم الصالح".