شكا مراجعون من سوء النظافة داخل أروقة مستشفى محافظة القنفذة العام، وقِدَم بعض الأدوات والأسرَّة الطبية، إضافة إلى قِدَم وتعطُّل أجهزة التكييف في أغلب أقسام المستشفى، في الوقت الذي قال فيه عدد من المنوَّمين وذويهم ل"سبق" إن المشكلة تتركز خصوصاً في قسمَيْ الأطفال والنساء والولادة. وتُظهر الصور انتهاء العُمْر الافتراضي لأغلب التجهيزات الطبية والأثاث بالمستشفى، علاوة على إهمال النظافة؛ ما تسبب في تراكم النفايات الطبية داخل بعض غرف المرضى، وتكاثر الصراصير والبعوض، التي قال المنوَّمون وذووهم إنها أصبحت مصدر قلق لهم، وخصوصاً في قِسْم الأطفال. وقال المواطن "م. ه. ع": "سوء النظافة ووجود الصراصير والبعوض أقلقا مرضانا في قِسْم الأطفال؛ ما يجعلنا نفكِّر في اللجوء للمستشفيات الأهلية، على الرغم من ارتفاع تكاليف العلاج بها". كما قال المواطن "ض. ل. ع": "نُوِّمت زوجتي في قِسْم الولادة قبل فترة، وأفادتني بأن تكييف القِسْم لا يعمل؛ ما جعلني أستعجل خروجها بعدما قالت لي: الحَرّ قطع جسدي". وأكد سوء حالة التكييف ل"سبق" عدد من المواطنين، منهم المواطن "أبو أحمد" الذي قال: "إن مستشفى القنفذة دخل في مرحلة الشيخوخة؛ حيث أصبح عاجزاً عن استيعاب مراجعيه من أبناء المحافظة، التي يفوق عدد سكانها 500 ألف نسمة، بعدما أضحى مبناه وكثيرٌ من أجهزته في أمسّ الحاجة إلى الترميم والتجديد، وبذل مزيد من الاهتمام من قِبل وزارة الصحة؛ حتى يواكب تلك الأعداد الهائلة والمتدفقة عليه بشكل لافت". وأضاف "أبو أحمد": "كما أن به عدداً من العيوب، من أهمها أن إدارته أوكلت بعض المسؤوليات لغير المؤهَّلين، وحوَّلت موظفين إلى وظائف غير وظائفهم أقل من التي عُيِّنوا عليها، في مخالفة لأنظمة وزارة الصحة، كما أن بعض الكادر الفني تنقصه الخبرة الكافية، ويحتاج إلى مزيد من التدرُّب والتأهيل على كيفية التعامل مع بعض الأجهزة الطبية التي يسيئون استخدامها لعدم الإلمام بها؛ وبالتالي المتضرر الأول هو المراجع". وقال مواطن آخر إنه لاحظ عدم احترام مستشفى القنفذة خصوصية لبعض المرضى؛ حيث يجري الأطباء عمليات ولادة قيصرية لثلاث نساء في غرفة واحد، في اللحظة نفسها! متسائلاً عن صحة ذلك التصرف الذي اعتبره غير مقبول، حتى وإن كان من تُجرَى لها العملية مغيَّبة عن الوعي. وأضاف المواطن بأن أجهزة المستشفى الطبية أصبحت قديمة، وتحتاج إلى التجديد والصيانة، كما انتقد الإهمال الواضح في جانب النظافة؛ ما جعل أروقة المستشفى، وخصوصاً الدور العلوي، تعج بأنواع الحشرات والبعوض التي تجعل المريض يهرب قبل استكمال علاجه؛ بسبب إزعاج وخطر تلك الملوثات البيئية. وقد طالب المواطنون من خلال "سبق" وزير الصحة بإعطاء مستشفى المحافظة، الذي يرتاده أكثر من 500 ألف نسمة، مزيداً من الاهتمام، والتوجيه بشكل عاجل بإصلاح وضعه الذي تدنى؛ ما أرهق مراجعيه. كما طالب الأهالي بسرعة افتتاح مستشفى جنوب القنفذة؛ حتى يخفف العبء الذي يشهده ذلك المستشفى القديم. "سبق" واجهت مدير مستشفى القنفذة محمد عيسى الحازمي بملاحظات المواطنين؛ فأقرَّ بضَعْف أداء أجهزة التكييف، وقال: "تم تعميد مقاول لعمل صيانة لجميع أجهزة التكييف". أما بخصوص تكليف بعض الموظفين بأعمال في تخصصاتهم التي عُيِّنوا عليها فقال: "لم تقم إدارة المستشفى بذلك عدا عمل بعض فنيي البصريات في التنسيق الطبي، وذلك يعتبر في حدود تخصصهم". كما نفى الحازمي تكوُّم النفايات وإهمال جانب النظافة، لكنه أكد أن المستشفى بحاجة إلى الترميم بشكل كامل إلا أنه لا يوجد بديل، بينما لو افتُتح مستشفى جنوب القنفذة لربما يمكن ترميمه. وبشأن ضَعْف تأهيل بعض الكادر الطبي قال الحازمي: "تُقام دورات تأهيلية من قِبل الوزارة لكل الفنيين حديثاً، وتُعاد لمن لم يجتَزْ في المرة الأولى". وأكد حرص جميع منسوبي المستشفى على تقديم أفضل الخدمات الطبية لجميع المراجعين.