اتهم مواطنٌ العاملين بقِسْم العناية المركَّزة بمستشفى في محافظة الطائف بإهمال حالة رضيعه؛ ما أدى لتفاقم وضعه ودخوله في غيبوبة والتسبب في حدوث مشاكل جعلته يمكث بالمستشفى منذ سنة وأربعة أشهر. وتقدم "محمد بن رداد السواط" بشكوى رسمية لمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة بعد أن التقى مديرها الدكتور عبد الرحمن كركمان، الذي وعده بالتحقيق في كل الملابسات التي تخص حالة طفله زياد "عامان وأربعة أشهر" منذ دخوله المستشفى. ولا يزال السواط ينتظر إجراء فاعلاً حيال شكواه التي تقدم بها بتاريخ 21 3 1433 ه. وقال السواط ل"سبق": "رزقني الله - عز وجل - بهذا المولود الذي فرحنا به كثيراً، لكن الفرح تحول لحزن عميق في ظل الإهمال الذي طاله وحوَّله لجثة هامدة تنتظر رحمة الله". وأضاف بأن زوجته وضعته وعمره ثمانية أشهر، وظل بالحضّانة في قِسم الولادة حتى اكتمل نموه. وقال: "طلبني الطبيب لإجراء بعض التحاليل للطفل بأحد المختبرات الخاصة الخارجية؛ للتأكد من بعض الأمور، وتم إطلاعه على النتائج، وأكد سلامته مائة في المائة ولله الحمد". وأضاف: "بعد خروجه بأسبوع تقريباً تعرَّض لمتاعب صحية بسيطة في التنفس، مثله مثل أي طفل، وراجعت به مستشفى الأطفال بالطائف، ونُوِّم لديهم أسبوعين، ثم غادر مع مطالبتهم بتوفير أسطوانة أوكسجين خاصة به بعد أن اعتذروا عن عدم توفيرها، وبالفعل قمتُ بشرائها، وظل يستعين بها عند حاجته". وقال: "بعد عام وأيام بسيطة تقريباً من عمره بدأ طفلي يتحرك وينقلب على جانبيه ويمسك بعض الأشياء، حتى تعرض لمشكلة صحية في التنفس من جراء الغبار العام الذي كان على معظم مناطق ومحافظات السعودية؛ فنقلته لمستشفى الأطفال مرة أخرى، وهناك تم تنويمه بالعناية المركزة برفقة والدته". وأضاف السواط: "في ليلة من ليالي تنويمه بالمستشفى طلبت الممرضة من والدته أن تنام وترتاح، وستتابع هي الطفل بنفسها، وبعد أن أفاقت أمه من نومها لم تجد طفلها في مكانه، وسألت عنه حتى أخبروها بأنه تم نقله للعناية الحرجة بعد دخوله في غيبوبة دون إبلاغ أي أحد بذلك حتى والدته، واستمر على ذلك قرابة 16 يوماً، حتى ساءت حالته، ووضح أن أقدامه ملتوية". وتابع: "أخبرنا الطبيب بأن الطفل تعرض لجلطة، وطلبوا مني إخراجه، ونقلته للبيت، ثم أعدته مرة أخرى لديهم، وظل منوَّماً منذ سنة وأربعة أشهر بالعناية المركزة بعد تدهور صحته". واتهم السواط العاملين من أطباء وممرضات بالعناية المركزة بالتسبب في تدهور وضع طفله الصحي، وذلك بعد الإهمال الذي طاله. وقال: يتركون الأطفال، ويتفرغون للجوالات وأجهزة الآي باد، وهذا ما رأيته ورأته زوجتي أثناء مرافقتها طفلها. وأوضح أن أُمَّه في يوم 18 3 1433ه قامت بزيارته، واكتشفت جُرحاً عميقاً في قدمه اليسرى بسبب لف جهاز الأوكسجين عليها محتجِزاً الدم بها؛ ما أدى لانتفاخها. مشيرا إلى أن الممرضة أخبرتها بأنها أبلغت الطبيب بذلك، ونبهته، دون مبالاة واهتمام منه. وأكد أنه تقدم بعدها بشكوى رسمية لمدير الشؤون الصحية بالطائف من جراء ما تعرض له ابنه، متهماً الأطباء والعاملين بالعناية المركزة تحديداً بالإهمال وارتكاب أخطاء جسيمة في طفله، جعلته جثة هامدة طريحة الفراش دون حركة أو صوت أو سمع أو رؤية، بعد أن أدخله وهو في صحة ممتازة وفقاً لما يملكه من تقارير طبية مصدَّقة. وكشف عن تناقض التقارير الطبية الصادرة عن حالة طفله؛ فمرة يؤكدون أن لديه ثقباً بالقلب، ومرة يعاني تغيُّراً في أذنيه، وأنها في مكان غير صحيح، ومرة يقولون إن يديه قصيرتان، ومرة المخ لديه صغير حجمه، وتوقف بالنمو، كما اكتشفوا أن لديه مشكلة في القدم بسبب سحبه الشديد أثناء الولادة. وقال: لم يهتم أحد من المسؤولين بالمستشفى بوضعي وما تعرض له ابني سوى طبيب أردني اتصل بي، وقدّم الاعتذار دون أن يتكرم أحد من الأطباء والمسؤولين السعوديين بالاتصال بي. وطالب السواط بمحاسبة المتسبب في تدهور وضع طفله الصحي بعد التحقيق إثر الشكوى التي تقدم بها.