رصدت "سبق" أساليب يتبعها القائمون على دور النشر المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، للترويج لأهم الكتب المنشورة لديهم، خصوصاً ما يتوقعه البائع ضمن اهتمامات الزائر لجناحه، وذلك في ظل عدم تشديد الرقابة عليهم. ومن أبرز أساليب الترويج التي انتشرت بين عددٍ من دور النشر الإيهام بأن أحد الكتب التي أصدرتها الدار لم يتم الإذن بمشاركته في المعرض، أو لم يُفسح بعد من قِبل الجهات المختصة، ولتفعيل هذا الأسلوب فإن الناشر يتخذ أسلوباً درامياً بإخفاء الكتاب داخل أحد الكراتين المرصوصة لديه، أو بين الكتب الأخرى التي يوهم الزائر بأنها تخفيه عن أعين الجميع، وبعد ذلك يبدأ في سرد عددٍ من أسباب المنع التي قد تقنع "الزبون"، ومنها اسم المؤلف أو اسم الكتاب أو طابع الكتاب ومحتواه.
ومن الأساليب الأخرى التي تلجأ إليها بعض دور النشر، الإيحاء بأن أحد الكتب المعروضة لديه قد اقتربت نسخه من النفاد بسبب ارتفاع الطلب عليه، ومن ثم يعرض نسخاً قليلة من الكتاب ليسارع الزبون باقتناء نسخته منه، وقد أصبح هذا الأسلوب ظاهراً من اليوم الأول للمعرض.
وقد رصدت "سبق" إقدام إحدى دور النشر -تحتفظ الصحيفة باسمها- على انتهاج هذا الأسلوب لترويج إصداراتها، وأكد المشرف على الدار أنه لم يتخذ هذا الأسلوب إلا بعدما شاهد أنه حقق نجاحاً ملحوظاً، مضيفاً: "بل إن مجرد القيام بنشر معلومة بأن الكتاب ممنوع أو يقترب من النفاد، يتوافد عدد كبير من الزوار لاقتنائه قبل نفاد النسخ أو سحبه، كما تنتشر الشائعة".
وتابع مشرف الدار حديثه قائلاً: "هذه الأساليب تحقق ارتفاعاً كبيراً في مبيعات الدار، وبعض الكتب تنفد نسخها مبكراً جداً، وتحقق هذه الأساليب ارتفاعاً في أسعار الكتب، وتعد طريقةً سريعةً لإعادة الحياة للكتب المغمورة والترويج لها".
وأثناء الحديث مع مشرف الدار كان عددٌ من الزوار يتجولون في الجناح، وقدم أحدهم إلى المشرف ليسأل عن بعض الكتب قائلاً: "عندكم كتب ممنوعة؟"، وهو السؤال الذي يعده مشرف الدار اعتيادياً وغير مستغرب.
وعزا عددٌ من الموجودين بالمعرض من زوار ومنظمين وجود هذه الأساليب التحايلية للترويج إلى أخبار سحب بعض الكتب، سواءً خلال هذه السنة، أو خلال السنوات الماضية التي كان يكثر فيها أخبار سحب عددٍ من الكتب من قِبل إدارة المعرض بسبب عدم ملاءمتها أو لأسباب أخرى إدارية، حيث لوحظ اهتمام وإقبال القراء بهذه النوعية من الكتب وسؤالهم عنها؛ مما خلق فرصةً سانحةً لاختلاق هذا الأسلوب التحايلي لدى دور النشر.
من جهة أخرى، أكد ل"سبق" مدير معرض الرياض الدولي للكتاب، الدكتور صالح الغامدي، أن هذه الطرق ممنوعة، وتعرض دار النشر للعقوبات بسبب مخالفتها، مبيّناً أنه لم يتم ضبط أي دار منذ بداية المعرض تعمل بهذه الأساليب.