ضاق زوار معرض الرياض للكتاب في اليوم السادس من الأسعار، وبدا انزعاجهم واضحاً من تجاوزات دور النشر في ما يخص ثمن الكتاب، واعتبارهم المعرض مناسبة فقط لجني الأرباح، في معزل عن أي رؤية ثقافية أخرى. وبعيداً عن مهمة البحث عن الكتب بين أروقة المعرض، ينشغل العديد من الزوار بمهمة البحث عن جهاز الصرف الآلي لسحب مبالغ إضافية لشراء الكتب، بحجة ارتفاع الأسعار مقارنة بالسنوات السابقة، على حد قولهم، ويضيفون ان بعض العارضين يلجأ، في حيلة جديدة، إلى إيهام الزائر أن كتاباً ما قد يكون نادراً في المكتبات السعودية والعربية بغية مضاعفة سعره، على رغم تراكمه على رفوف المكتبات بوفرة خارج أسوار المعرض. ويقول علي الجربوع، أحد زوار المعرض، أنه تفاجأ بارتفاع أسعار الكتب في المعرض، ويضيف: خصصت موازنة تصل إلى 800 ريال لاقتناء الكتب من المعرض هذه السنة إلا أنني وجدت نفسي مضطراً بعد أقل من ساعة للبحث عن جهاز الصرف الآلي، لأشبع رغبتي في اقتناء المزيد من الكتب القيمة»، متسائلاً: «ما هو الضابط في تقنين أسعار الكتب؟ فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن اضطر إلى صرف مبلغ كهذا على نزر قليل من الكتب». وأكد خالد السبعان أن بعض العارضين «يستغلون الزوار من منطلق الممنوع مرغوب». ويقول: «حاول أحد العارضين إيهامي بأن أحد الكتب من النادر توفره في المكتبات السعودية، على رغم توافر الكتاب في مكتبتي الخاصة وفي معظم المكتبات في الرياض، عارضاً إياه علي بمبلغ يفوق سعره ثلاثة أضعاف ما هو موجود عليه في المكتبات». ويرى الطالب الجامعي عبدالعزيز أولياء أن المعرض «يقدم خيارات مميزة من الكتب التي تناسب اهتماماته، إلا أن أسعار الكتب تفوق موازنته المحدودة. ويضيف: «حددت مبلغ 300 ريال لاقتناء بعض الكتب التي فكرت فيها قبل دخولي للمعرض وأخذت تصوراً تقريبياً لسعرها، إلا أني فوجئت أن بهذا المبلغ لا يمكنني إلا اقتناء كتابين من أصل سبعة كتب كنت أرغب في اقتنائها». وتعبر غدير محمد عن استغرابها من ارتفاع أسعار الكتب، مشددة على ضرورة تسليط الرقابة على الأسعار في المعرض. وتقول: «وفرت إدارة المعرض آلية جيدة لمتابعة الأسعار والتأكد من صحتها، إلا أن الوقت لا يسمح بالتأكد من سعر كل كتاب على حدة، فحبذا لو وفر المعرض مشرفين متجولين في أروقة المعرض يمكن الاستفسار منهم عن الأسعار ومتابعتها أولاً بأول عند منافذ البيع». ولم ينف محمود كسر، أحد العارضين في المعرض، ارتفاع أسعار الكتب في عدد من دور النشر. وأضاف: « يلجأ العديد من العارضين إلى استغلال رغبة الزوار في اقتناء الكتب النادرة، ليرفع أسعار بعض الكتب التي قد تكون غير نادرة في الأساس ومتوفرة في جميع المكتبات في السوق المحلية، وهذا بلا شك خلل في أخلاقيات المهنة، وعلى الزوار أن يكونوا أكثر انضباطاً ولا ينساقوا وراء حيل بعض العارضين».