احتشد صباح اليوم عددٌ كبيرٌ من أولياء الطلبة والطالبات السعوديين- يقدر بنحو 180 شخصاً- أمام مقر المركز التعليمي بنيوكاسل في "فنم" شمال شرق بريطانيا مطالبين بإعادة فتح مدارس أبنائهم التي طلبت الملحقية من خلال مندوبها إغلاقها وتحويلها إلى مدينة بعيدة منهم بسبب "خلافات شخصية مع مدير المركز"، على حد قول أولياء الأمور. وأجمع المحتشدون على ضرورة بقاء مدير المركز الحالي، باعتباره الرجل المناسب لما يحمله. كما سجل جميع أولياء الأمور- ومن بينهم سيدات- أسماءهم جميعاً أملاً في رفع شكواهم للملحق الثقافي كدليل قاطع لا يخضع للشك بأن مدير مركز أبنائهم اُنتخب حسب الأنظمة واللوائح التي تصدرها الملحقية، وطالبوا مندوب وزارة التعليم باحترامها. وتحدث محمد المطيري بصفته أحد أولياء الأمور قائلاً: "مدير المركز هو من خيرة الطلبة المبتعثين والمتميزين في مجال دراسته ولديه خبرة في المجال التربوي ويعد رائداً للتطوع. وطالب المطيري رد اعتباره وتوجيه الشكر له بدلاً من لومه والتضييق عليه". وأعلن المحتشدون رفضهم التام لما جاء في خطاب مشرف المراكز التعليمية إبراهيم المسعري بل واعتبروه يهدد المصلحة العامة لأكثر من 180 طالباً وطالبة ولا سيما أنه قد طلب تحويل المدرسة بسبب خلافات شخصية حول بعض الأنظمة. وقال أحمد الغامدي وهو أحد المبتعثين وأب لثلاثة أبناء: "يُفترض ألا تكون الخلافات الشخصية حاضرة في محيط العمل الذي يتوجب العمل بما تقتضيه المصلحة وليس تحقيق الرغبات الشخصية التي كان من ضمنها طلبهم نقل المدرسة إلى منطقة درم التي تبعد عن نيوكاسل 22 ميلاً أو 30 دقيقة بالسيارة". وعلق الطالب المبتعث سعد الغريب قائلاً: "جئنا هنا اليوم وأغلب الحضور سيدات طالبات مبتعثات ليس لديهن سيارات وهذا إجحاف بحقهن". واسترسل قائلاً: "نحن كطلاب نواجه مشقة وتكاليف إضافية حتى نصل هنا ندفع لسيارات الأجرة لا يقل عن 50 جنيهاً إسترلينياً". وطالب مبروك العطوي أحد أولياء الأمور بسرعة التدخل وإنهاء كل ما يهدد استمرار مدرسة أبنائهم في ظل التوجيهات الحكيمة التي دائماً تحرص على كل ما يخدم الطالب المبتعث وليس العكس.
ولم يخل الاجتماع الحاشد من آباء من دول عربية وخليجية متذمرين من وضع إغلاق المركز. وقال جمال أحمد من الجزائر: "أشعر بأسى شديد اليوم خصوصاً أن أطفالي كما ترى قد بلغ بهم الحزن على إغلاق مدارسهم". وأضاف: "أنا لا استطيع أن أذهب إلى درم ليس لديّ استطاعة الذهاب إلى هناك". وطالب السعوديين في الملحقية بضرورة الالتفات إلى مسألة مهمة على حد قوله وهي "السعودية نعتبرها نبراساً مضيئاً نحرص على تدريس أبنائنا فيها علوم القرآن واللغة العربية وكما هي رائدة في نشر الخير وقبلة للمسلمين نتمنى ألا نحرم من هذه المشكاة التي تضيء لابنائنا حروف القرآن الكريم". وتحدث أحد أولياء الأمور من دولة الكويت يدعى حمد محمد المطر قائلاً: "نحن ما زلنا في آثار صدمة لا يمكن أن نتجاوزها بسهولة". وأردف قائلاً: "نحن نعلم أن المملكة رائدة العطاء وتحرص على نشر الخير في كل مكان في العالم". وتابع: "أرفع صوتي باسمي واسم جميع الأشقاء السعوديين والكويتيين إلى المسؤولين في السفارة وأخص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وإيرلندا الذي لا نشك في حرصه على تذليل جميع المصاعب التي تواجه طلبة مجلس التعاون سواء كانوا سعوديين أو كويتيين أو عمانيين بصفتنا نمثل أبناءنا في هذه المدارس الرائدة وهو خير من يعيننا بعد الله على تجاوز هذه المحنة".