قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إنه تلقى "تقارير مروعة" عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات إعدام تعسفية وسجنٍ وتعذيبٍ للناس في مدينة حمص بعد فِرار مقاتلي المعارضة منها. وجاءت تصريحات بان بعد أن قال مصوّر بريطاني جريح فرّ من حمص الأسبوع الماضي: انه شاهد القوات السورية ترتكب مذبحة في منطقة بابا عمرو بالمدينة، والتي أصبحت رمزاً لانتفاضةٍ بدأت قبل عام ضدّ الرئيس بشار الأسد. وأبلغ نشطاء معارضون (رويترز) أن القوات السورية التي قصفت المنطقة لأسابيع بدأت في تعقب وقتل المقاتلين المعارضين الذين بقوا لتغطية تراجع المتمردين يوم الخميس. واعتبر انسحاب المعارضين نكسة كبيرة للثورة المسلحة التي بدأت باحتجاجات سلمية بشكل كبير مستوحاة من "الربيع العربي"، ولكنها تصاعدت بعد قمعٍ حكومي دام. وقال بان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة يوم الجمعة "وقع هجوم كبير على حمص بالأمس... من الواضح أن الخسائر البشرية ضخمة. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام دون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب". وفي بعض من أشد انتقاداته لدمشق حتى الآن قال بان: إن "هذا الهجوم الوحشي مروع بشكل أكبر أن تشنه الحكومة بنفسها لمهاجمة شعبها بشكل منهجي". وقال السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري في رده على تصريحات بان: إن تصريحات الأمين العام تنطوي على "لهجة خبيثة للغاية تقتصر على الافتراء على حكومته بناءً على تقارير وآراء أو شائعات". وقال الجعفري إن "المزاعم الزائفة صادرة عن المعارضة أو من أناس في الخارج أو أناس يعيشون في بلدان تعادي سوريا صراحة". وأضاف أن "الأمين العام غير مطلع على الأمور، كما ينبغي" وأكد مجدداً أن المعارضة السورية تتألف من "جماعات إرهابية مسلحة". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة مساعدات وصلت إلى بابا عمرو، ولكن لم يسمح لها بالدخول. وقال جاكوب كيلنبرجر رئيس اللجنة في بيان في جنيف "من غير المقبول عدم حصول مَن يحتاجون لمساعدة طارئة منذ أسابيع على أي دعم حتى الآن. "نحن باقون في حمص الليلة على أمل دخول بابا عمرو في أقرب وقت. إضافة إلى ذلك فرّ كثيرٌ من الأسر من بابا عمرو وسنساعدهم بأسرع ما يمكننا". وقال ناشط في حمص ل (رويترز): "الجيش السوري يعطل القافلة لأنهم يريدون تنظيف بابا عمرو بعد ما فعلوه فيها". ولم يتسن التحقق من ذلك بشكل مستقل. وقال ناشط "كل من بقي من الرجال في الحي بين 14 و50 عاماً اعتُقلوا. نخشى أن يتمّ قتلهم. أين العالم؟". وأبلغ ناشط آخر غادر بابا عمرو يوم الجمعة (رويترز) عبر موقع سكايب الإلكتروني "المذابح مستمرة. يعذبونهم ويقتلون (المعتقلين) واحداً تلو الآخر. يعدمونهم في مجموعات". وقال نشطاء إن الكثيرين من بين 2000 مقاتل كانوا في بابا عمرو قُتلوا وأُصيبوا في الهجوم، وأضافوا أن من غير الممكن تحديد عدد إجمالي نهائي بسبب القصف الشديد والحصار. وتردّدت أنباء عن فرار المئات. وقال المصور البريطاني بول كونروي الذي فرّ من حمص الأسبوع الماضي بعد إصابته في ساقه خلال القصف إن المدينة كانت تتعرّض لقصف يومي عشوائي. وأبلغ كونروي مصور صنداي تايمز، محطة سكاي نيوز من سرير في مستشفى بوسط لندن عملت في مناطق حرب كثيرة ولم أر أو أواجه على الإطلاق قصفاً كهذا. "كنت جندي مدفعية سابقاً ومن ثم أتابع الأنماط إلى حد ما..إنهم يتحركون عبر الأحياء بذخائر تستخدم في ميادين القتال. "إنها ليست حرباً إنها مذبحة وهي مذبحة عشوائية للرجال والنساء والأطفال". وقال إن آلاف الأشخاص ما زالوا في حمص بلا كهرباء أو ماء وبالكاد دون اي طعام. وكانت الحكومة السورية قالت يوم الجمعة إنها تود الإعراب عن حزنها وأسفها لمقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين التي قتلت الأسبوع الماضي في مدينة حمص المحاصرة. وقال مكتب المدعي في باريس يوم الجمعة إنه فتح تحقيقا مبدئيا في ارتكاب جريمة القتل ومحاولة القتل في القصف الذي أسفر أيضا عن قتل المصور الفرنسي ريمي أوشليك وإصابة الصحفية أديث بوفير بجروح خطيرة. وأظهرت لقطات تلفزيونية خروج المحتجين إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة في بلدات ومدن في أنحاء سوريا بينها حمص وحماه ودير الزور ودرعا ودوما وأحياء عدة في دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن: إن 13 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم الجمعة عندما أطلقت قوات الأمن قذيفة مورتر على احتجاج في بلدة الرستن بمحافظة حمص. ومن الصعب للغاية التحقق من مثل تلك التقارير من جهة مستقلة، نظراً لأن السلطات السورية تمنع وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول. وفي جنيف ذكّر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسد بالتزاماته بموجب القانون الدولي. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المجلس "نشعر بقلق من تقارير بدأت تخرج من حي بابا عمرو في حمص بعد أن سيطرت عليه القوات الحكومة أمس". وساءت الأوضاع بشدة في المنطقة التي تعرضت لقصف عنيف. وأظهرت لقطات تلفزيونية ثلوجاً كثيفة وانخفضت درجة الحرارة بشدة في حين لا يتوافر للسكان الوقود أو الكهرباء اللازمين للتدفئة. وهناك أيضا نقص في الأغذية والإمدادات الطبية. وتقول الأممالمتحدة إن القوات السورية قتلت أكثر من 7500 مدني منذ اندلاع الانتفاضة في مارس / آذار الماضي. وقالت الحكومة السورية في ديسمبر / كانون الأول إن "إرهابيين مسلحين" قتلوا أكثر من ألفين من أفراد الجيش والشرطة خلال هذه الاضطرابات.