قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة إن لديه مخاوف من أن قوات الحكومة السورية تقوم بعمليات إعدام تعسفية وسجن وتعذيب ضد المواطنين في مدينة حمص. وقال بان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة "وقع هجوم كبير على حمص أمس... من الواضح أن الخسائر البشرية ضخمة. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام دون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب". يأتي ذلك بعد أن أكدت مصادر في المعارضة السورية سقوط 56 قتيلاً على الأقل، بنيران القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، خلال مواجهات ما يُعرف بجمعة "تسليح الجيش الحر"، وقالت إن من بين القتلى 14 شخصاً تم إعدامهم بشكل جماعي في حي "بابا عمرو" بمدينة حمص. وقالت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن عدد "شهداء سوريا" الجمعة، بلغ 56 قتيلاً، بينهم طفل وسيدتان، منهم 14 "شهيداً" تم إعدامهم ميدانياً في "بابا عمرو"، إضافة إلى 16 "شهيداً" في "الرستن"، بمحافظة حمص أيضاً، والتي شهدت وحدها سقوط ما يزيد على 32 قتيلاً. وأضافت لجان التنسيق، وهي جماعة مناهضة لنظام الأسد، على صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن حصيلة ضحايا الجمعة تتضمن أيضاً سقوط 11 قتيلاً في إدلب، منهم اثنان ببلدة "سراقب"، و5 قتلى في دير الزور، و4 في حلب، وقتيلين في دوما، وواحد في كلٍ من حماة واللاذقية. من جانب آخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السلطات السورية منعتها من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص اليوم الجمعة لإدخال مساعدات وإجلاء المرضى والجرحى. وذكر جاكوب كيلنبرجر رئيس اللجنة في بيان في جنيف "من غير المقبول عدم حصول من يحتاجون إلى مساعدة طارئة منذ أسابيع على أي دعمٍ حتى الآن. نحن باقون في حمص الليلة على أمل دخول بابا عمرو في أقرب وقت. إضافة إلى ذلك فر كثيرٌ من الأسر من بابا عمرو وسنساعدهم بأسرع ما يمكننا". وكانت قافلة اللجنة المكونة من سبع شاحنات محمّلة بالأغذية وإمدادات الإغاثة الأخرى اتجهت من العاصمة السورية دمشق إلى حمص في وقت مبكر اليوم حيث انتظرها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري وسيارات الإسعاف التابعة له ليدخلوا معاً منطقة بابا عمرو. وتلقى الصليب الأحمر "الضوء الأخضر" من السلطات السورية أمس الخميس بعد ساعات من انسحاب مقاتلي المعارضة من المنطقة التي تعرضت لقصف عنيف بعد حصار استمر 26 يوماً بهدف سحق رمز من رموز الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها لا تعرف عدد المصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية أو الإجلاء في بابا عمرو. كما قالت إنها تسلمت من السلطات السورية جثتي الصحفيين اللذين قتلا في 22 فبراير- شباط وهما الأمريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك. وقالت كارلا حداد المتحدثة باسم الصليب الأحمر لرويترز في جنيف إن الجثتين تنقلان من حمص إلى دمشق في عربتي إسعاف تابعتين للهلال الأحمر العربي السوري. وتضع هذه الخطوة نقطة النهاية في يوم محبط للجنة الدولية للصليب الأحمر وهي المنظمة الإنسانية الدولية الوحيدة المسموح لها بنشر عمالها في سوريا.