شدد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي على الدور الذي تقوم به المؤسسات الخيرية الإسلامية في مجالي الدعوة والإغاثة، وقال إننا في حاجة إلى الحكمة في الدعوة والإغاثة وهي مبدأ من مبادئ الإسلام، مشيراً إلى أن المنظمات الخيرية الإسلامية تقدم الإغاثة لجميع المنكوبين من دون النظر إلى دينهم أو ألوانهم أو معتقداتهم، وقال: في العمل الإسلامي ليس لدينا تعارض بين الدعوة والإغاثة، والجمعيات الخيرية لا تسأل المحتاج من الناس ما دينك؟ لتقرر بعد ذلك هل تقدم له الإغاثة أم لا، هذا غير مقبول على الإطلاق ولا أحد يفعل ذلك. وأضاف أن بعض المنظمات النصرانية تقدم الإغاثة مرتبطة بالدين، وهناك من هذه المنظمات من استغلت ظروف الغزو الأمريكي للعراق وقامت بمحاولة تنصيرية وتوزيع الأناجيل، وهو ما سمي ب "العون التبشيري" أو أطلق عليه "التبشير الإغاثي"، وتقوم به مجموعات متطرفة ممن ينتمون إلى الكنائس الإنجيلية. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها معالي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي في ديوانية الشيخ عبد الله بن عقيل بالرياض تحت عنوان: "الدعوة والإغاثة أين المشكلة؟!" وتعرض فيها للعمل الدعوي والإغاثي واقتران الدعوة بالإغاثة، والفرق بين الإغاثة الإسلامية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية الإسلامية والإغاثة التي تقدمها الجمعيات التنصيرية والجمعيات غير الدينية. وفي بداية محاضرته أكد الأمين العام ضرورة تقديم الدعم والإغاثة للأشقاء السوريين الذين نزحوا إلى داخل الأراضي اللبنانية والأردنية والتركية، هرباً من عمليات القتل وسفك الدماء التي يقوم بها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، وقال: هناك من نزحوا من السوريين إلى داخل الأراضي اللبنانية والأردنية والتركية، وهم في أمس الحاجة إلى الإغاثة، حيث البرد الشديد ومن بينهم أطفال ونساء وكبار في السن ومرضى، مضيفاً أن أوضاع النازحين السوريين في لبنان صعبة جداً وكذلك في من نزحوا إلى الأردن، مشيراً إلى أن الحكومة التركية والشعب التركي يقومون بدور مهم في إغاثة النازحين السوريين داخل الأراضي التركية، وقال الدكتور الوهيبي إن هناك أزمة إنسانية كبيرة في داخل سوريا تتمثل في النازحين من مدنهم وقرارهم، وأن النظام يمنع أي جمعيات إغاثية من الخارج من الدخول إلى الأراضي السورية. ثم انتقل الدكتور الوهيبي إلى عنوان المحاضرة: "الدعوة والإغاثة.. أين المشكلة؟" وأكد أن منطقة الخليج من أهم المناطق الداعمة للعمل الخيري الإسلامي، بل صارت الآن محط أنظار المنظمات الإنسانية الأممية التي بدأت تبحث عمن يدعم برامجها ويقدم المساعدات بسبب الأزمات الاقتصادية التي شهدتها الدول الغربية، وأكد أن دول الخليج باتت تساهم مساهمة كبيرة في هذا الجانب. وقال الأمين العام: إن الدين الإسلامي وما يرتبط به من قيم تتحكم في منظومة الحياة، ومبادئ خيرية، يحث المسلمين على فعل الخيرات وإغاثة المنكوبين وإطعام الجائع وتقديم العون للمحتاجين، وأشار الدكتور الوهيبي إلى الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم الإسلامي والخليج على وجه الخصوص وقال إنها في تنام وازدياد ودورها قوي ومؤثر، ولديها برامج صارت تنافس برامج الجمعيات التنصيرية التي تملك الإمكانات المادية الكبيرة. ثم انتقل الأمين العام إلى الحديث عن أنواع الإغاثة وقال: هناك إغاثة معيشية مثل إطعام النازحين والمنكوبين واللاجئين وكسوتهم وتوفير المخيمات لهم وهذه تكفل توفير الحدود الدنيا الأساسية للمحتاجين، وهناك الإغاثة الشعبية وهي تلازم الإغاثة المعيشية لأن المشردين يحتاجون إلى الأدوية فهم معرضون للأمراض والأطفال يحتاجون إلى اللقاحات وكبار السن في حاجة إلى الرعاية الطبية، والنوع الثالث هو الإغاثة النفسية وهي تعتمد على المختصين النفسيين مثلما حدث في البوسنة وكوسوفا والشيشان، وقال: إن الدعاة والمختصين في الشريعة أفضل من يقدمون الإغاثة النفسية، ثم تناول د. الوهيبي أنواعاً أخرى من الإغاثة منها حماية النازحين من الاستغلال، وخاصة الأطفال والنساء. وتعرض الدكتور الوهيبي بعد ذلك إلى محاور العمل الإغاثي وأكد أن العمل الإغاثي ليس هبة أو نخوة بل صار اليوم عملاً مؤسسياً معقداً تحكمه أطر عمل ونظم ومواثيق، ثم انتقل الأمين العام إلى الحديث عن أركان العمل الإغاثي: من مقدم الخدمة "المنظمات والجمعيات الإغاثية" وقال هناك نوعان من الجمعيات: دينية، وهي ذات التوجه الديني، وأخرى لا دينية مثل المنظمات التابعة للأمم المتحدة وليس لها توجه ديني، والمنظمات الأوروبية، وإلى المتبرعين وهم الطرف الثاني في أركان الإغاثة، وتناول الدكتور الوهيبي العلاقة بين الإغاثة والدعوة، وإلى المواثيق التي يجب الالتزام بها في أثناء تقديم الإغاثة للمحتاجين. وبعد ذلك أجاب الوهيبي عن مداخلات الحضور وأسئلتهم واستفساراتهم التي دارت حول إغاثة النازحين في سوريا ودور الجمعيات الخيرية الإسلامية وأخطار الجمعيات التنصيرية في التأثير في عقيدة المسلمين في المناطق المنكوبة، وذكر الدكتور الوهيبي أن 75 % من اللاجئين في العالم من المسلمين.