أكّد المدير التنفيذي لمعهد الأعمال الوطني "ريادة" الدكتور شريف العبد الوهاب، أن المعهد لا يعتبر مرفقاً تدريبياً بالشكل التقليدي، بل هو مؤسسة تأهيلية تقوم برصد الواقع، وبناء ثقافة العمل الحر بين الشباب السعودي. وقال في حوارٍ مع "سبق" إن الهدف تشجيع الشباب في تنمية المشروعات ودعم الأفكار وإحالتها إلى ناجحة، مشيراً إلى نجاح المعهد في مساعدة 1801 شاب على افتتاح مشاريعهم في 68 مدينة شملت 151 نشاطاً في مختلف المجالات المهنية والتجارية والخدمية بقروض تمويل تجاوزت 412.885.677 ريالاً. إلى تفاصيل الحوار: · د. شريف العبد الوهاب المدير التنفيذي لمعهد الأعمال الوطني "ريادة"، يكثر الحديث عن معهد "ريادة" ومبادراته في تنمية المشروعات الصغيرة، ودعم الشباب، هل تعطينا نبذة عنه؟ - معهد ريادة الأعمال الوطني، هو مبادرةٌ أطلقتها وزارة البترول والثروة المعدنية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وقد أسهم في التأسيس مجموعةٌ سداسية قوية ممثلة في: شركة الصناعات الأساسية (سابك)، شركة أرامكو السعودية، شركة الاتصالات السعودية، مصرف الإنماء، البنك السعودي للتسليف والادخار، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
ودعت من خلالها المؤسسات، والجهات العاملة؛ إلى تشجيع الشباب في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتكاتف وتأسيس تنظيم وطني مؤسسي يساعد على دعم أفكار الشباب، ويسهم في إحالتها إلى مشاريع لتوفر فرص عمل في السوق السعودي، وفق رؤية بأن يكون النموذج الوطني لريادة الأعمال وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة الأميز محلياً و إقليمياً. وللمعهد حالياً عددٌ من الفروع في أغلب مدن المملكة ومحافظاتها، حيث تمتلك "ريادة" 22 فرعاً تقدم خدماتها لشباب الوطن.
* هل تقومون بتمويل المشاريع مالياً أم بدعمها بأفكار اقتصادية فقط؟
- نحن نقدم منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد الشاب على تأسيس وتشغيل مشروع صغير بنجاح وتشمل تقييم السمات الريادية، والمساعدة على تحديد فكرة مشروع ناجح، والمساعدة أيضاً على إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية، وتزويد الرياديين بمهارات تأسيس وتشغيل المشاريع الصغيرة، وتسهيل الحصول على قروض ميسرة من جهات التمويل، وأيضا الحصول على التراخيص اللازمة لممارسة النشاط، والمساعدة في الحصول على التجهيزات المناسبة، وتقديم الإرشاد والاستشارات للمشروع خلال السنة الأولى.
وحالياً يسير مسار العمل في تنفيذ برامج المعهد وفق رؤية واضحة، تتمثل في وجود مجلس إدارة مخول باتخاذ القرارات، عيَّن إدارة تنفيذية مكلَّفة بمتابعة أعمال المعهد التنفيذية، يناط بها تقديم أطروحات تفصيلية لكل برنامج جديد أو أطروحات تفصيلية لتحديث البرامج القائمة، ولمجلس الإدارة حق اعتماد وإطلاق ما يراه مناسباً من تلك البرامج.
* ما شروط التمويل؟ وما المشاريع التي ترحبون بتمويلها؟
- شروطنا ألا يقل عمر المتقدم عن 18 سنة، وأن يكون سعودي الجنسية.. أما الشروط الفنية اللازم توافرها في المشروع، فهي: أن يكون ضمن المشاريع التي يموّلها البنك السعودي للتسليف والادخار، وأن يكون مجدياً اقتصادياً، و ذا قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وألا تتجاوز تكلفته الاستثمارية الكلية 300.000 ريال سعودي، وألا يتعارض مع متطلبات البيئة والصحة والسلامة المهنية، وأن تنطبق عليه شروط جهة الإقراض، وهي البنك السعودي للتسليف والادخار، وتوافر الجدية مع وجود فكرة مشروع واضحة، وألا يكون مالكاً لأي منشأة خلاف المطلوب تمويلها أو شريكاً في مشروع آخر وقت التقديم، إضافةً إلى التفرغ التام للعمل في المشروع وتوافر خبرة أو مؤهل في النشاط نفسه.
ويرحب المعهد بالمشاريع كافة التي تقوم بسواعد الشباب السعودي ما عدا المشاريع التي تعتمد على العمالة الوافدة والتطوير العقاري والقطاع الصحي ..إلخ.
* هل يعني ذلك أنه مرفق تدريبي للشباب الراغب في العمل الحر؟
- المعهد لا يعتبر مرفقاً تدريبياً بالشكل التقليدي، بل هو مؤسسة تأهيلية تقوم برصد الواقع، وبناء ثقافة العمل الحر، وتطوير المناهج، وتنفيذ التدريب، والإشراف عليه من خلال تصميم، وتطوير برامج مقننة، ومتخصّصة في العلم الريادي، والاستفادة من المرافق التدريبية المتاحة بالمؤسسات التعليمية والتدريبية في المملكة وهو ما يتركز استثماره في تطوير الأنظمة التأهيلية، والمناهج، وبناء الشاب الريادي والمشروع المتميز.
* ما أبرز إنجازات المعهد في مجال مساعدة الشباب على العمل الحر وتكوين مشاريعهم الخاصة؟
- نحن نعمل على نشر ثقافة العمل الحر بين أفراد المجتمع، وبناء سلوك إيجابي نحو ممارسته، وتأهيل كوادر بشرية متخصّصة في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وحققنا عديداً من الانجازات التي نفخر بها، ومن أهدافنا مساعدة عشرة آلاف شاب في تأسيس مشروعات صغيرة ومتوسطة من خلال مراكز معتمدة بنهاية عام 2015م .
* ما أهم البرامج التي يقدمها المعهد حالياً؟
- برامج المعهد تتناول بيئة العمل الريادي بشكل متكامل وتتمثل في البرامج التالية: البرنامج الأول: نشر ثقافة العمل الحر، والثاني: رواد الأعمال (إرادة)، والثالث: الأسر المنتجة (تحت التأسيس)، والرابع: الحاضنات، وحقق "ريادة" خلال العام الماضي 2011م عديداً من الإنجازات على صعيد البرامج المنفذة، فعلى سبيل المثال، تم تطبيق برنامج تعرّف إلى عالم الأعمال (KAB ) في الكليات التقنية والمعاهد التقنية العليا للبنات للمساهمة في حفز فئات الشباب على توظيف قدراتهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية الوطنية والمساهمة في تخفيف حدة البطالة بين هذه الفئة.
* برنامج رواد الأعمال "إرادة" دعم عدداً من المشاريع الشبابية القائمة حالياً.. ما أهم الخدمات التي يقدمها البرنامج؟
- هذا البرنامج له من اسمه نصيب فهو برنامج رائد على المستويين الوطني والعربي يساعد أولئك الشباب الراغبين في امتلاك مشاريعهم الخاصة وليس لهم سابق عهد بالمشاريع، ولكن لديهم الإرادة والعزيمة في تأسيس مشروع ريادي، إذ يضع هذا البرنامج خدمات عديدة تحت تصرفهم تمتاز بتلبيتها لاحتياجاتهم وتوفر متطلباتهم، خصوصاً في المراحل الأولى من عمر المشروع لضمان استقرار مشاريعهم ونجاحها من خلال تقييم الصفات القيادية والريادية فيما يخص مشروعه الصغير أو المتوسط، والمساهمة في بناء فكرة ناجحة لمشروعه الواعد، وتيسير حصوله على قرض غير ربحي من جهات التمويل، وتذليل العقبات في منح التراخيص وسير الإجراءات المطلوبة لمشروعه، ومساعدته على الحصول على التجهيزات الملائمة بأقل تكلفة وأجدى طريقة.
ونجح البرنامج حتى نهاية عام 2011م في مساعدة 1801 شاب على افتتاح مشاريعهم، وتوزعت المدن التي غطتها المشاريع على 68 مدينة وتنوعت الأنشطة لتشمل 151 نشاطاً في مختلف المجالات المهنية والتجارية والخدمية، وتجاوزت مبالغ القروض للمشاريع التي تمت الموافقة على تمويلها 412.885.677 ريالاً.