كشف مدير فرع معهد ريادة للأعمال الوطني بالرياض عبدالحميد الدرويش أن ريادة ممثلة بالقسم النسائي سيقيم أول دورة نسائية في جميع فروع المملكة الشهر المقبل، وإلحاقهن في مشاريع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتمويلهن من قبل البنك السعودي للتسليف والادخار. وأكد الدرويش في تصريح خاص إلى "الوطن" أن ريادة تستقطب متخصصين وفنيين لمساعدة الشباب لإعداد خطة المشروع من أرض الواقع من أجل أن يكون المشروع من أبرز دواعي النجاح، مشيراً إلى أن أكثر من 90% من المشاريع التي مولها البنك السعودي للتسليف والادخار عبر المعهد نجحت، وأن أقل من 10% تعثرت بسبب تسليم الريادي كامل المشروع للعمالة الوافدة والاكتفاء بنسبة من أرباح المشروع، أو حصوله على وظيفة وأهمل المشروع، وهذا ما تحاربه ريادة. وأكد الدرويش أن جميع المشاريع في المملكة ناجحة ولا يوجد مشروع فاشل، قائلاً "إنه لا يوجد في المملكة مشروع فاشل جميع المشاريع ناجحة، ولكن يوجد لدينا ريادي ناجح وريادي لا أقول إنه فاشل بل متهاون، وأكبر دليل على ذلك تجد أن هناك نشاطا تم تقبيله من صاحبه واستلمه آخر ونجح علماً بأن المشروع بنفس الموقع والنشاط بل أصبح من أبرز المشاريع الناجحة "، مضيفاً أن الكثير من العمالة الوافدة تأتي إلى المملكة بدون خبرة وتنجح في مشاريعها ويشهد على ذلك حجم التحويلات المالية التي يقومون بها. وبين أن معهد ريادة لا يقف دوره على إقامة المشاريع بل لديه برامج كثيرة جداً منها برنامج نشر ثقافة العمل الحر، وبرنامج الأسر المنتجة التي تتولاها ريادة من خلال فروعها المنتشرة في المملكة. وعن الدورات التي أقامها معهد ريادة ذكر أنها تختلف من فرع لآخر بناءً على تاريخ تأسيس الفرع والقدرة المتوفرة من أعداد المتقدمين، وبالنسبة لمدينة الرياض فإنها تستعد في الوقت الحالي لاستقبال طلبات المتقدمين للدورة 17، مشيراً، إلى أنها الدورة الثانية خلال عام 2012 ، ويفترض أن تعد جميع فروع ريادة خلال العام الحالي 4 دورات. وقال الدرويش إن الدورة السادسة عشرة التي انتهت الشهر الماضي انتقى منها ريادة 40 مشروعاً وبصدد الانتهاء من دراسات خطط مشاريعهم للرفع بها إلى الإدارة ومن ثم إلى البنك السعودي للتسليف والادخار للموافقة على تمويل هذه المشاريع.وأكد أن ريادة لا يقدم القرض من أجل القرض بل إن الهدف الوصول مع الريادي إلى مشروع ناجح، مشيراً إلى أنه من أجل أن يكون المشروع ناجحاً لابد من رعاية الريادي ومتابعته وإرشاده على مدار سنة كاملة بعد فتحه للمشروع. وبين أن الرعاية مقسمة إلى 3 أقسام تتمثل في "الرعاية الإجرائية، والتأسيسية، والرعاية التشغيلية"، موضحاً أن الرعاية الإجرائية تعنى بعد الموافقة على مشروعة بتسهيل الإجراءات للحصول على الترخيص واختيار المواقع المناسبة. وأوضح أن الرعاية التأسيسية تعني بمشاركة ريادة في الوقوف على تأسيس المشروع بناءً على أسس علمية صحيحة وواقعية مبنية على ما تم التوصل عليه في دراسة الجدوى، مشيراً إلى أن دراسة الجدوى التي يأخذها الريادي خلال الدورة في 3 أسابيع تشتمل على 3 عناصر أساسية هي "عنصر يرتبط بالأمور المالية والمحاسبية، وعنصر مرتبط بالأمور التسويقية والإدارية، وعنصر هام جداً مرتبط بالأمور الفنية". وأبان أنه من خلال الأمور الفنية تستقطب ريادة نخبة من المستشارين المتميزين من واقع السوق يساهمون في إعداد دراسة المشروع مع الريادي، وبعد الانتهاء من الدراسة والرعاية الإجرائية يأتي دور الفني مرة أخرى في المساعدة في الرعاية التأسيسية للوقوف على ما تم التوصل إليه في خطة المشروع وتحقيقه على أرض الواقع بأسس علمية صحيحة تكون من أهم عوامل نجاح المشروع، مؤكداً أن ريادة لا تترك الريادي فريسة لاستغلال بعض المحلات التجارية أو التخبط بشراء أجهزة ليس له فائدة بها. وبين أنه تأتي بعد الرعاية التأسيسية رعاية تتميز بها ريادة وهي الرعاية التشغيلية تمتد لمدة عام كامل بمعدل زيارة شهرية للريادي من متخصص في تنمية المشاريع لتدارك نقاط التعثر أو الضعف لاستبدالها بنقاط قوة، بالإضافة لمساعدته في تقديم الاستشارات الفنية من قبل متخصصين فنيين. وأشار إلى أن عدد المتقدمين إلى معهد ريادة لا يحكي الواقع الحقيقي للملتحقين في الدورات، مشيراً إلى أنه لازال المجتمع يفتقر إلى ثقافة العمل الحر، وأن أغلب المتقدمين يتقدمون فقط للحصول التمويل، مضيفا أن هناك دورة تقدم لها قرابة 600 شخص والذين قبلوا قرابة 50 شخصاً بسبب استبعاد من لا تنطبق عليه الشروط مثل " أن يكون عمر المتقدم أقل من 18 سنة، أو يكون المشاريع من المستبعدة من القائمة التي يمولها البنك، أو يكون اعتماد المشروع بشكل كلي على العمالة وهذا ما تحاربه ريادة "، مبيناً أن هدف ريادة هو استثمار قدرات الشاب السعودي للعمل بنفسه والتفرغ له. وذكر أن هناك من يعتقد أن التمويل من بنك التسليف والادخار حق مكتسب لكل مواطن وهذا غير صحيح، مؤكداً أن التمويل لمن يريد أن يمتلك ويشغل مشروعا، قائلاً "نحن في ريادة يواجها الكثير ممن يريد الحصول على التسهيل للحصول على تمويل من بنك التسليف من أجل القرض وليس امتلاك مشروع"، مشيراً إلى أن ريادة بينت للمتقدمين من خلال موقعها الإلكتروني أن الهدف من المساهمة في التمويل امتلاك مشروع يقوم الريادي بالتفرغ له وتشغيله بنفسه. وأكد الدرويش أن عدد المشاريع التي قبلها ريادة بفرع الرياض أكثر من 200 مشروع، مبيناً أن عدد المشاريع التي رفعت إلى البنك للموافقة عليها قرابة 130 مشروعا، و أن المشاريع التي مارست العمل تفوق 100 مشروع. وأشار إلى أن بعد اعتماد خطة المشروع في الدورة من قبل المدرب والمشرف الفني للمشروع ترفع إلى الإدارة العامة لريادة لاعتمادها ومن ثم رفعها للبنك السعودي للتسليف والادخار، مبيناً أن عدد المشاريع التي مولها البنك لجميع فروع ريادة بالمملكة أكثر من 1500 مشروع. وأضاف أن قيمة القرض لإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة وصلت إلى 300 ألف ريال بعد مكرمة خادم الحرمين الشريفين للشباب التي تسدد على 8 سنوات وبدون أرباح. وأبان أن الخطوة التي اتخذها مدير عام بنك التسليف والادخار بإلغاء الكفيل تعد خطوة جريئة لتطوير وتذليل كافة العقبات التي كانت تواجه الرياديين للحصول على التمويل.