تتزايد أعداد المكسيكيين الذين يحصلون على الأموال بطريق غير مشروع بالاستيلاء على كميات من شحنات الحبوب التي تنقل عبر البلاد بطريق السكك الحديدية. وذكرت صحيفة "ريفورما" المكسيكية مؤخراً أن عدداً من الأسر بمدينة سيلايا تخصص في سرقة القطارات المحملة بمحصول الذرة، ويتم السطو على حمولة قطار من هذه الحبوب كل ثلاثة أيام في المتوسط. ويوضح ميجويل فلوريس اسكوبار قائد الشرطة بمدينة سيلايا التي تقع بولاية جواناجواتو أن عملية السطو تحدث أثناء الليل، ويتم في كل حادث سرقة ما بين خمسين إلى مائة طن من الذرة، ويقوم اللصوص بنقل الذرة إلى مخازن وبيعها في المنطقة. وتضيف الصحيفة أنه في الأعوام الماضية تم تطوير نظام ثابت يتم بمقتضاه رشوة سائقي القطارات لكي يتوقفوا بقطاراتهم عند مكان معين. ونقلت الصحيفة عن شرطي من قوة الشرطة المسؤولة عن التحقيق عن الجرائم قوله إن كل شيء منظم، وإنهم توصلوا من خلال التحريات إلى أن قائد القطار يتوقف وهو في طريقه بدون أي سبب يستدعي ذلك. وبعد توقف القطار يفتح اللصوص صمامات إحدى عربات الشحن بالقطار والموجودة أسفل العربة فتنهمر حبات الذرة متدفقة على الأرض، ثم يتحرك القطار بعيداً ليستمر تدفق الملايين من حبات الذرة وغيرها من الحبوب فوق قضبان السكك الحديدية لمسافة عدة مئات من الأمتار، ويدفع الأشخاص الذين يجمعون الحبوب للمنظمة التي تقف وراء هذه العملية ما بين 500 إلى ألف بيزو نظير السماح لهم بجمعها. وأصبحت هذه العملية نوعاً من المشروع الجذاب لدرجة أن بعض سكان المنطقة تخلوا عن وظائفهم للتفرغ لسرقة محصول الذرة، ويربح الشخص خلال أسبوع واحد خمسة آلاف بيزو في المتوسط، بينما يحصل من وظيفته العادية على 1500 بيزو. ويعد ماكاريو نونيز مثالاً على ذلك، فقد كان يعمل في وظيفة مراقب في السابق وترك وظيفته من أجل التفرغ لسرقة حمولة القطارات، وهو يختلف مع التقارير التي تقول إن الأشخاص يسرقون ليسدوا جوعهم أو لأن سعر الذرة أصبح مرتفعاً. ويؤكد نوينز أن عملية السرقة تقع لأنها أصبحت عملية مربحة، حيث يحصل السارق على أموال كثيرة. وحاولت الشرطة في أوائل العام الماضي وقف الهجمات على القطارات التي يصل طول الواحد منها أحياناً إلى كيلومتر، وقام رجال الشرطة بإلقاء القبض على منظمي العملية زعيم العصابة التي تدير هذه العمليات وأعوانه، غير أنه تم الإفراج عن هذا الزعيم واسمه الحركي إل شيملو بعد ذلك بثلاثة أشهر، وعاد إلى ممارسة نشاطه وفقاً لما ذكرته الصحيفة. ويقوم عشرة من ضباط الشرطة الخيالة بحراسة المساحات المجاورة للطريق الذي يبلغ طوله 15 كيلومتراً ويطلق عليه أسم "مستوطنة اللصوص" ويقع على مسافة 300 كيلومتر شمال غربي مكسيكوسيتي، ويصل رجال الشرطة دائماً إلى موقع السطو متأخرين بعد أن "تفقد" عربة القطار مرة أخرى عشرات الأطنان من الذرة، ويوجه العديد من الأشخاص اللوم إلى الشرطة لسماحها بوقوع هذه السرقات. وقالت إحدى السيدات للصحيفة إنه يتم دفع أموال لرجال الشرطة حتى لا يتم إلقاء القبض على اللصوص.