خلصت دراسة ميدانية حديثة، إلى أن أغلبية الجمهور السعودي يعتقد أن وسائل الإعلام تناقش هموم المواطن من وجهة نظر واحدة، وكشفت أن النسبة الكبرى ترى أن المؤسسات الإعلامية السعودية لا تُسهم في تثقيف المجتمع في مختلف العلوم والفنون بالشكل المطلوب. وتناولت الدراسة التي أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام مدى إسهام المؤسسات الإعلامية السعودية في مناقشة القضايا التي تهم المواطنين من خلال المسح الميداني على مستوى المملكة العربية السعودية. وتهدف الدراسة إلى التعرُّف على رأي الجمهور حول مدى إسهام تلك المؤسسات الإعلامية في مناقشة القضايا العامة. وخرجت الدراسة بنتائج جاء فيها أن أكثر من ثلاثة أرباع أفراد العيّنة يعتقدون أن المؤسسات الإعلامية تحرص على طرح ومناقشة هموم المواطنين وقضاياهم ، إما "بدرجة كبيرة" حيث بلغت نسبتهم 15.7% أو "إلى حد ما" حيث بلغت نسبتهم 61%، في المقابل لا تتعدّى نسبة الذين يعتقدون غير ذلك 18.1% من إجمالي أفراد العيّنة. كما أظهرت نتائج الدراسة الحالية أن أكثر من ثلثي جمهور وسائل الإعلام السعودي يعتقد أن المؤسسات الإعلامية تحرص على متابعة الأحداث الجارية في وقتها وبشمولية، إما إلى "حدٍ كبير" أو إلى "حدٍ ما". واتضح من نتائج الدراسة أن أكثر من تسعين بالمائة من أفراد العيّنة يعتقدون أن المؤسسات الإعلامية السعودية تتابع الإنجازات التنموية في البلاد بموضوعية وشمولية إما "بدرجة كبيرة" حيث بلغت نسبتهم 25.4% أو إلى "حدٍ ما" حيث بلغت نسبتهم 46.3% الأمر الذي يعكس اهتمام تلك المؤسسات بما ينفذ من مشروعات التنمية. وأظهرت النتائج وجود فوارق في النسب المئوية للذين يعتقدون أن المؤسسات الإعلامية تتابع الإنجازات التنموية بين الجنسين، وكانت لهذه الفوارق دلالةٌ إحصائية. وكشفت الدراسة عن تدنٍ في نسبة الجمهور الذي يرى أن المؤسسات الإعلامية السعودية تسهم في تثقيف المجتمع في مختلف العلوم والفنون بالشكل المطلوب، حيث لم تتعد تلك النسبة 12.0% من إجمالي أفراد العيّنة، وفي المقابل يرى أكثر من ثلث أفراد العيّنة أن تلك المؤسسات الإعلامية لا تسهم في أداء تلك المهمة. وأوضحت نتائج الدراسة أن نحو نصف أفراد العيّنة يرون أن المؤسسات الإعلامية تقدم موضوعاتها بحيادية وموضوعية، كما يرى نحو ربع أفراد العيّنة أن تلك المؤسسات لا تلتزم بالحيادية والموضوعية، كما تم الكشف عن وجود فوارق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين فيما يتعلق بوجهة نظرهم في مدى الحيادية والموضوعية التي تلتزم بها المؤسسات الإعلامية السعودية. وحول ما كشفته الدراسة عن أن المؤسسات الإعلامية تقدم موضوعاتها من وجهة نظر واحده، أوضحت الدراسة أن أكثر من 60% من أفراد العيّنة يعتقدون ذلك ويؤكدونه. وفي المقابل يلاحظ أن ربع أفراد العيّنة يرون عكس ذلك، كما أوضحت نتائج الدراسة أن نحو ثلاثة أرباع جمهور وسائل الإعلام السعودي يرى وجود تشابه في تناول وسائل الإعلام للموضوعات التي تقدمها، ولا تزيد نسبة الذين يعتقدون بعدم وجود هذا التشابه على 18.3% من إجمالي أفراد العيّنة. وتختلف تلك النسب بين الجنسين من جهة وبين المستويات التعليمية من جهة أخرى.