سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باحثون وإعلاميون: إعلامنا ما زال في طور النمو ودون المستوى ولا يضيف للمتلقي شيئاً في ندوة الإعلام السياسي في العالم العربي ..وبرئاسة وزير الثقافة والإعلام..
أكد باحثون ومختصون في الإعلام العربي تَخلُّف هذا الأخير عنه في العالم الغربي وقالوا إنه لا يزال دون المستوى في تقديم الأحداث السياسية بالصورة التي يتطلع إليها المتلقي العربي في كافة محيطه، مشيرين إلى أن إعلامنا العربي لا يزال يعاني من قصور وعدم النضوج في تجاربه الإعلامية مؤكدين حاجته إلى عمل الكثير للنهوض بمحتواه الإخباري والمعلوماتي. عنون الندوة كان "الإعلام السياسي في العالم العربي بين الحرية والمسؤولية " احتضنها فندق ماريوت بالرياض صباح امس على هامش الفعاليات الثقافية الجنادرية وترأسها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الذي استهلها بكلمة نوه فيها بدور الجنادرية في صياغة الذاكرة الجمعية للمملكة العربية السعودية وتعضيد مفهوم المواطنة والوحدة الوطنية بين كافة أطياف المجتمع السعودي حتى باتت اسماً فارقاً ومائزاً في الثقافة الوطنية وتعدت ذلك لتصبح في سنواتها الأولى-وقد كان العالم أسير رؤى أيديولوجية حادة- منبراً للحوار والمثاقفة والاختلاف وأكد الوزير خوجة على تفلت موضوع الندوة الذي وصفه بالفرس الحرون المتفلتة والذي تتناهبه الأفكار من كل ناحية واصفاً الآلة الإعلامية والفضائيات بالمطرقة التي تقع على المشاهد وعلى المواد الإعلامية حتى لا يكاد يشعر المتلقون إلا باللحظة الراهنة وهم محاصرون بطوفان الصور وعنف الأضواء وضوضاء الموسيقى وأضاف الدكتور محي الدين خوجة بأن التعبير الوصفي (الإعلام السياسي) يوحد في تركيبه بين قطبين دالين (الإعلام) في حركته وانفتاحه و(السياسة) في غموضها ونخبويتها لافتاً إلى أن السياسة والإعلام لطالما لفّت خطابه بطبقات من الرؤى التي لا تلين لأحد سوى القلة النادرة من العارفين واستدرك الوزير خوجه قائلاً: إن الإعلام أول نظام للاتصال استطاع أن يقوض أخيرا نخبوية السياسة حتى غدت مع الفضائيات وثورة الاتصالات خبز الناس اليومي وباتت السياسة وغيرها من الخطابات الإعلامية ميداناً للمشاركة الشعبية التي إن لم تكن ظاهرة في البرلمانات والمجالس النيابية فلا اقل من أن تتحول، ليختم وزير الإعلام كلمته بالتأكيد على أن مهرجان الجنادرية عمل وبدون ضجيج على التعبير عن المشهد الفكري عربياً وعالمياً وناقش ضيوفه ومنذ وقت مبكر قضايا شائكة تعرّف الفكر العالمي عليها حديثاً بعد ان قالت الجنادرية فيها قولها ولتعبر الجنادرية عن سعة الصحراء التي تلتحفها بالاختلاف والمنازلة والحوار وشدد الوزير خوجة على انه لا خيار أمامنا سوى الثقافة التي تبدأ باحترام التراث الوطني والقومي ثم تسعى إلى الانفتاح على ثقافات العالم كما نجده في ندوات هذا العام وشعاريها العميقين (وحدة وطن) ، و(عالم واحد... وثقافات متنوعة). حاضر في هذه الندوة كل من الدكتور فهد العرابي الحارثي والدكتور مأمون فندي رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط وأمن الخليج والبروفسور عبدالرحمن عزي أكاديمي والدكتور حسام السكري رئيس شبكة قناة البي بي سي العربية. اولى الورقات كانت بعنوان " الإعلام في دول مجلس التعاون من وجهة نظر الإعلاميين والمثقفين في دول المجلس " قدمها الدكتور فهد العرابي الحارثي وهي دراسة اكد فيها على 300 إعلامي ومثقف خليجي على مستوى دول الخليج العربي أن نسبة 8.6%من الإعلاميين والمثقفين يرون أهمية دور وسائل الإعلام الخليجية في دعم التعاون الخليجي وأنه دور جيد جداً،فيما بلغت نسبة الذين يرون أنه ضعيف تبلغ 21.6%،وفيما يخص التنسيق الإعلامي في الممارسات الإعلامية بين دول الخليج العربي فإن نسبة 32.2%يرون أنه ضعيف وأن نسبة 1%يرون أنه عال جداً،4 % فقط من المبحوثين يعتقدون أن الدعم على مستوى المشاركة السياسية لشعوب دول المجلس "قوي جداً" و8,6% يعتقدون أنه "قوي". في المقابل يرى 39,0% أن ذلك الدعم "ضعيف " و21,6% يعتقدون أنه "ضعيف جداً". أي الاتجاه السلبي يصل إلى ما نسبته أكثر من 60%،ويرى 3,4 % فقط من المبحوثين أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى التنشئة السياسية لشعوب دول المجلس "قوي جداً"، و 11,6% يرون أنه "قوي"، في المقابل يرى 45,2% أن ذلك الدعم "ضعيف"، و 13,4% يرون أنه "ضعيف جداً". أي أن الاتجاه السلبي أكثر من 58%،كما أوضحت النتائج أن 12,0% فقط من المبحوثين يرون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى المواقف المناهضة للأطماع السياسية الإقليمية في المنطقة "قوي جداً"، و 20,2% يرون أنه "قوي"، في المقابل ، 25,7% يرون أنه "ضعيف"، و 5,8% يرون أنه "ضعيف جداً". فالاتجاه الايجابي في هذا الموضوع هو حوالي 32% فقط،وبينت النتائج أن 14,0% فقط من أفراد العينة يعتقدون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى المواقف الرسمية للحكومات في دول المجلس "قوي جداً"، و 25,3% يعتقدون أنه "قوي"، في المقابل 17,5% يعتقدون أنه "ضعيف"، و 2,4% يعتقدون أنه "ضعيف جداً". عبدالرحمن عزي ما يلفت الانتباه في هذه النتائج أن المبحوثين يحملون الإعلام الخليجي تقصيره في القيام بدوره في دعم التنشئة السياسية لشعوب دول المجلس (58,6%) وتقصيره في دعمه للمشاركة السياسية لشعوب دول المجلس (60,6%)، وتقصيره في دعمه للخطاب السياسي الموحد لدول المجلس (34,3%). في المقابل يرى المبحوثون أن الإعلام الخليجي يقوم بدور مقبول نسبيا في دعمه للمواقف الرسمية للحكومات في دول المجلس (14,0% يرون أنه قوي جداً و 25,3% يرون أنه قوي)، و دعمه للمواقف المناهضة للأطماع السياسية الإقليمية في المنطقة (12,0% يرونه قوي جداً و 20,2% يرونه قوي) ، بالإضافة إلى دعمه لمواقف القوى الدولية المؤيدة لسياسات دول المجلس (8,9% يرون أنه قوي جداً، و 21,6% يرونه قوي). وتوضح هذه النتائج أن الطابع الرسمي يغلب على اهتمامات الإعلام الخليجي، رغم ضعفه، حسب تقديرات المبحوثين. وعلى صعيد الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي في المجال الاقتصادي إن 4,8% فقط من المبحوثين يعتقدون أن ذلك الدعم على مستوى التكامل الاقتصادي بين الدول المجلس "قوي جداً" و13,4% يعتقدون أنه "قوي". في المقابل يرى 39,7% أن ذلك الدعم "ضعيف " و8,2% يعتقدون أنه "ضعيف جداً". فالاتجاه السلبي يتجاوز ما نسبته 47% ويرى 6.8 % من المبحوثين أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى برامج التنمية الاقتصادية لحكومات دول المجلس "قوي جداً"، و 17,8% يرون أنه "قوي"، في المقابل، يرى 30,1% أن ذلك الدعم "ضعيف"، و 5,1% يرون أنه "ضعيف جداً". وبينت النتائج أن 6,5% من أفراد العينة يعتقدون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى السياسات الاقتصادية لحكومات دول المجلس "قوي جداً"، و 22,3% يعتقدون أنه "قوي"، في المقابل ، 29,1% يعتقدون أنه "ضعيف"، و 3,4% يعتقدون أنه "ضعيف جداً". ما يلفت الانتباه في هذه النتائج أن المبحوثين يحملون الإعلام الخليجي تقصيره في القيام بدوره في دعم التكامل الاقتصادي بين دول المجلس (39,7% يرونه ضعيف و 8,2% يرونه ضعيف جداً) و تقصيره في دعمه لبرامج التنمية الاقتصادية لحكومات دول المجلس (30,1% يرونه ضعيف و 5,1% يرونه ضعيف جداً). في المقابل يرى المبحوثون أن الإعلام الخليجي يقوم بدوره إلى حد ما في دعمه للسياسات الاقتصادية لحكومات دول المجلس (29,1% يرونه قوي جداً و3,4% يرونه قوي). مأمون فندي كما أن من يقدرون عالياً دور الإعلام الخليجي دعم حقوق المرأة الخليجية لا يتجاوزون 20% فقط وأن من يرونه ضعيف أو ضعيف جداً هم حوالي 47%. اما الدكتور مأمون فندي رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط وأمن الخليج فقد تناول خصائص الاعلام السياسي وفشله في توصيل رسالته باستثناء تجارب بسيطة وقال : لم نتمكن من ايصال رسالة حقيقية في الداخل تنقل منجزات ولم تنقلها للخارج وليس لنا تأثير ملموس في اجندة الغرب وأضاف أن هناك افتراقاً بين المقروء والمكتوب فيما نجد العكس لدى الاعلام الغربي مشيراً الى ان الدول العربية تمتلك معظم وسائل الإعلام،الا أن هناك فجوة بين الرسالة الإعلامية واهتمامات الدول وأن هذا الأمر بحاجة إلى حوار جاد للوصول إلى توافق بين الرغبات والاحتياجات والاهتمامات. وبين أن الإعلام السياسي العربي فشل في توصيل رسالته داخلياً وخارجياً،وأن لدينا تسطحاً إعلامياً بحاجة إلى معالجة ودراسة حيث إن بعض القنوات الفضائية تعمل على نقل قضايا وأخبار الدول والعالم وتتجاهل نقل أخبار الدولة التي تبث منها وبعض الأحيان تحور الاهتمام من قضايا محلية إلى القضايا الخارجية. وأشار إلى أن الإعلام الغربي يوجد لديه اختلاف بين ما تنشر وسائل إعلامه المرئية وبين وسائل الإعلام المقروءة وهذا أمر صحي بينما وسائل الإعلام في الدول العربية تتشابه أخبارها وقضاياها بين الرسالة والمحتوى. من جانبه أبان الدكتور عبدالرحمن عزي مدى تأثير الدولة على الاعلام الذي قال انه يكاد يكون محاكياً وطالب عزي بالشراكة السياسية (الاعلام والدولة), منوهاً بأهمية دمج الاعلام العربي السياسي بالتسويق السياسي, حيث يرى ذلك تطويرا في العمل الإعلامي بحد ذاته, مشيرا في الوقت ذاته الى الحاجة الى المبادرة والى التفاعل مع الأحداث, مؤكدا ان هنالك قنوات عربية رفعت من الشأن السياسي المشترك مما يؤكد أن هذه القنوات استطاعت أن تزيح القنوات الغربية التي كانت هي المصدر الوحيد في نقل الأخبار إلينا. موضحا أننا بحاجة الى شراكة ونزعة حرفية اكثر في إعلامنا . حضور الندوة اما حسام السكري رئيس شبكة( bbc العربية) فأوضح في ورقته الى أن هناك ثورة جديدة لم تجد الاهتمام من قبل إعلامنا ألا وهي ثورة المواطن واتجاهه الى وسائل جديدة للاتصال مع الطرف الآخر, وقد استطاع من خلال هذه الوسيلة الاتصال مع الملايين من الجماهير. مضيفا ان الوضع الجديد للاتصال أصبح أكثر بساطة من خلال نشره على الفيس بوك, واليوتيوب, فهذه الثورة قدمت خدمات على طبق من ذهب أمام المواطن. وبين السكري أن هناك مرحلة جديد خلقتها الوسائط الجديدة, وقد كشف دراسة جديدة ان 70% من الداخلين في المملكة هم على المنتديات والساحات. واضاف السكري أن الراديو يحتاج 38 سنة حتى يصل مستمعيه الى 50 مليون, و 13 سنة للتلفزيون حتى وصل عدد مشاهديه الى نفس الرقم, اما الانترنت فالى 4 سنوات حتى وصل الى 50 مليون, أما الفيس بوك ففي تسعة شهور وصل عدد مرتاديه الى 50 مليون , وقال السكري: لابد أن نركز في حرية المواطن امام المواطن وليس امام الحكومة, مؤكدا في الوقت ذاته يجب أن لانفصل الجيل الجديد عن الجيل القديم بحجة استخدام الاخير للوسائط القديمة واستخدام الاول للوسائط الجديدة, وطالب السكري المؤسسات الاعلامية أن تبدأ في رفع معايير جديدة تضبط العمل الاعلامي, وفي نفس الوقت يجب ان يكون هناك من يحمي الشباب ما دون 18 سنة من بعض برامج الفضائيات. عقب ذلك بدأت المداخلات وكان ابرزها تعليق وكيل وزارة الإعلام الدكتور عبدالله الجاسر الذي اوضح ان هناك لبساً لدينا في بعض المفاهيم مدللاً على ذلك بما يتم تداوله بين البعض كالإعلام السياسي وهل هو المقصود منه الإعلام الحكومي والذي يفسر بالإعلام الدعائي مشيراً الى أن الإعلام السياسي في العالم العربي يختلف من دولة إلى أخرى وكذلك الحرية السياسية التي تختلف من قناة إلى أخرى. اما الإعلامي سلامة الزيد فتطرق الى الحرية والإعلام العربي الذي يرى انه في الغالب يتمحور حول الحاكم أو النخب السياسية منوهاً بضرورة إفساح المجال للنقد ومنحه مساحات أرحب وعدم التضييق عليه مشيراً الى ما يقوم به البعض من إجهاض محاولات الإصلاح رغم ان هرم القيادة يرحب بهذا النقد ويسعى الى اصلاحه. كما شهدت الجلسات مداخلات ساخنة من الدكتور صالح بن سبعان والدكتور حسين القحطاني حول ورقة الدكتور فهد الحارثي وما ابدوه من ملاحظات على الدراسة من حيث الأرقام واعتماد ذلك المسح الا ان الدكتور العرابي رأى ان تلك المداخلات تدخل ضمن المماحكات الأكاديمية من الزملاء مؤكداً قناعته بالدراسة التي قدمها وقام عليها متخصصون قاموا بضبط المنهج وحققوا جميع الاجراءات المنهجية التي تضمن الصدقية والوثوق للدراسة واستطرد قائلاً: ان الدكتور بن سبعان والقحطاني اخذا تلك الملاحظات من واقع دراساتهما الانسانية مؤكداً ان ما قاما به هو معمول به في جميع دول العالم كما اشار الى ان هناك اكثر من 600 قناة بها الغث والسمين واغلبها ترسخ القبائلية وتؤزم روح المواطن الخليجي والعنعنة الطائفية . من جهته طالب الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الاعلام في ختام الجلسات بأن نسعى جميعاً الى تطبيق المهنية في عملنا الاعلامي وان نقدم الخبر الصادق والموضوعي بموثوقية صحيحة وان لا نجبر القارئ للبحث عن المعلومة في مكان آخر سيما وان العالم اصبح قرية كونية فسيحة وطالب الوزير خوجة بأن يتسم طرحنا بالجرأة والتفاعل الصريح والواضح وان يكون هناك تناغم بين الاعلام والناس. المتحدثون في الندوة