الزميل العزيز المصور "أحمد آدم موسى" الذي انتزعه الموت منا قسراً..إنسان متفرد يحمل عشقه في يديه "عدسة كاميرا" يلتقط بها الوجوه، والأحداث، والمواقف، وفي صدره يحمل قلباً كبيراً أبيض صادقاً يلتقط به حب الأصدقاء، وفخر الأحباب، واحترام وتقدير الزملاء.. عندما تلتقيه للمرة الأولى لا تملك إلا أن تحبه وتثق به لأنك ترى الصدق في عينيه اللتين تمثلان نافذة لروح طيبة صافية.. تخرَّج قبل أكثر من 30 عاماً متخصصاً في التصوير الصحفي من بلده السودان، فشد رحاله للمملكة بحثاً عن حياة مستقرة ومستقبل أفضل لأبنائه.. ليكون مرآة لجيل من الإخوة العرب المخلصين الذين قدموا للمملكة مبكراً، وشاركوا تنميتها فأمدوها بجهدهم وخبرتهم وصحتهم، وساهموا في خدمة المجتمع وبنائه الحديث.
والراحل "أحمد آدم" يعد أقدم مصور رياضي في المملكة، تنقل بين أشهر الصحف السعودية ليستقر أخيراً في "سبق"، كما رافق عبر مسيرته الصحفية الطويلة الكثير من الأسماء الصحفية البارزة في مختلف المجالات، وكان من الأعضاء الفاعلين والنشطين في الوسط الصحفي السعودي والسوداني، وخلّد بعدسته آلاف المواقف والأحداث والمناسبات الرسمية.
في إحدى المناسبات التي تدل على فخره واعتزازه بمهنته وحبه الكبير لها، قال لي: "أنا مثل الطبيب، هو يحمل سماعته على رقبته ويكشف على الناس، وأنا أحمل كاميرتي على رقبتي وأسجل صور الناس ومشاعرهم".
قال عنه أصدقاؤه ومعارفه: الفقيد العزيز "أحمد آدم" يتميز بأخلاقه العالية، وتواضعه الكبير حد الزهد، ولا يتردد في الوقوف مع زملائه بما يستطيع، وهو أستاذ في التصوير الصحفي، وعاشق لالتقاط الصور المميزة، وقدم عبر مسيرته الحافلة الكثير من اللقطات الهامة التي تؤرخ لتطور ونماء المجتمع السعودي الجديرة بأن تُجمع وتُنشر في كتاب مصور يعود ريعه لأبنائه وعائلته.
ومن أبرز الأعمال الأخيرة لهذا المصور الكبير لقطات أغنت عن آلاف الكلمات، سجلت بصدق مشاعر الحزن على الفقيد الكبير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز. كما لا تغيب عن الذاكرة الرياضية لقطة من أصعب وأندر الزوايا للهدف النصراوي التاريخي الذي سجله النجم الكبير "ماجد عبدالله" ضد الهلال في ارتقاء عجيب، والتقطه "أحمد آدم" في حس إبداعي لا يجيده إلا كبار المصورين العالميين، لتكون تلك اللقطة لماجد عبدالله إحدى أشهر الصور في تاريخ كرة القدم السعودية بإجماع النقاد والمتابعين.
رحمك الله أيها الزميل العزيز "أحمد آدم موسى" وأسكنك فسيح جناته، وألهمنا وذويك الصبر والسلوان.. فقد كنت كبيراً في حياتك. وشامخاً بعد مماتك.