شارك الروائي السعودي الزميل محمد آل مشوط في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بقصة عنوانها "سفينة الموت"، تناولت أحداث السفينة المصرية التي غرقت في شهر محرم 1427ه - فبراير 2007م، وراح ضحيتها 1070 شخصاً. وقد استخدم آل مشوط أسلوب السرد القصصي الواقعي، الذي يشابه كثيراً الرواية الأشهر في غرق السفن "تايتانك". وأوضح آل مشوط أن مشاركته في المعرض بهذه الرواية تأتي تفاعلاً مع قضية "عبارة السلام"، التي ما زالت أحداثها المأساوية تشغل بال المجتمع المصري، خاصة أن سقوط الحزب الوطني الحاكم أعاد الفاجعة إلى سطح الأحداث مرة أخرى، بعد تكشُّف خفايا وأسرار جديدة حول غرقها. وأشار إلى إعادة محكمة الاستئناف بالقاهرة النظر في قضية العبارة، التي يُعَدّ مالكها أحد أعضاء الحزب الوطني سابقاً. فيما بدأت تظهر أسماء جديدة تورَّطت في القضية، من أبرزها جمال مبارك ابن الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك. وتطرق الكاتب في قصته إلى تفاصيل عديدة، منها ما حدث له قبل وقوع الحريق وأثناءه، وبعد سقوطه في الماء؛ ليعيش القارئ معه وكأنه أحد المرافقين، مثلما كتب المؤلف في الغلاف الخلفي للكتاب. كما ذكر آل مشوط في كتابه سر اتصاله بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك قبل غرق العبارة، ومقابلته له بعد نجاته من الغرق، وما العرض الذي قدَّمه له قبل الكارثة. كما اتسمت القصة بذكر التفاصيل الدقيقة الواقعية؛ لتجعل من يقرأ القصة وكأنه يشاهد القصة على شاشة التلفاز؛ حيث ساعدت مهنية الكاتب الصحفية في التقاط وذكر مواقف تجعل القارئ يغوص في بحر الدموع أحياناً، وفي أحيان أخرى ينتزع ابتسامة القارئ دون أن يشعر. وتطرق الكاتب أيضاً إلى هرب القبطان من السفينة وهي تحترق، وبعض الأدلة والمؤشرات التي توحي بأن ما حدث ليس من سبيل المصادفة، من قبيل تأخر الإنقاذ، وعدم عودة القبطان إلى ضباء، التي كانت قريبة نسبياً إلى السفينة أثناء الحريق. وقد كتب المؤلف في ظهر الكتاب: "حاولت في هذه القصة أن أسرد كل ما مررتُ به في هذه الرحلة الكارثية؛ لتكون قصة واقعية حقيقية، تجعل من يقرؤها يعيش معي أدق تفاصيل رحلة عبّارة السلام 98، التي غرقت بتاريخ 3/ 1/ 1427ه، الرابع من شهر فبراير 2006، والتي راح ضحيتها 1070 نفساً ماتت غرقاً، ولكن يعيشها معي دون غرق أو خوف، ودون أن تتبلل ملابسه بمياه البحر على الأقل.. فاستعدوا للسفر، واحزموا حقائبكم..". يُذكر أن مكتبة العبيكان احتكرت نشر وطباعة القصة لمدة عشر سنوات.